- صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
ملخص النقاش:
في ظل التحديات التي فرضتها جائحة كوفيد-19 عالميًا، أصبح التعليم الإلكتروني خيارًا استراتيجيًا ضروريًا لضمان الاستمرار في عملية التعليم مع الحفاظ على سلامة الطلاب والمعلمين. هذا التحول نحو التعليم الرقمي لم يكن مجرد إجراء مؤقت للتعامل مع الظروف الوبائية فحسب، بل إنه يوفر أيضًا فرصة لإعادة النظر في طرق التدريس التقليدية وتطويرها لتحقيق جودة أعلى وأكثر شمولاً.
تعزيز الجودة:
لقد أثبتت المنصات التعليمية عبر الإنترنت أنها قادرة على تقديم محتوى تعليمي عالي الجودة يمكن الوصول إليه بسهولة ومراقبة تفاعل الطالب والتقييم الفردي له بكفاءة أكبر مما توفره الصفوف الدراسية التقليدية. باستخدام التقنيات الحديثة مثل الواقع المعزز والواقع الافتراضي، بالإضافة إلى أدوات الوسائط المتعددة الغنية، تستطيع هذه المنصات جذب انتباه الطلاب وتحسين فهمهم للمواد الدراسية بطرق أكثر ديناميكية وجاذبية مقارنة بالكتب المدرسية والملاحظات اليدوية وحدها. كما تؤمن البيئة الرقمية مساحات للتواصل الاجتماعي بين الطلاب والمعلمين خارج ساعات الدوام الرسمي، مما يعزز الشعور بالإنتماء ويحسن مهارات التواصل لدى الجميع.
تحقيق الفرص الشاملة:
ويساعد التحول نحو التعليم الإلكتروني أيضًا في توسيع نطاق الوصول إلى فرص التعلم للشرائح المختلفة داخل المجتمع. بإمكان الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة والاستثنائيين الآن الحصول على مواد دراسية مصممة خصيصًا لتلبية احتياجاتهم وقدراتهم الفريدة؛ حيث تقدم بعض الأنظمة الذكية دعم متزايد لهذه الفئات بحسب احتياجاتهم اللغوية والحركية والنفسية وغيرها. علاوة على ذلك، تسمح شبكة الانترنت العالمية بتقديم دروس بمختلف المستويات والأعمار والثقافات حول العالم - وهذا يعني أنه ليس هناك حدود أمام الشخص الراغب حقًا في التعلم!
وفي الوقت نفسه، يعدُّ التعليم الإلكتروني حلًا واقعيًا للتغلب على العقبات الاقتصادية والعمرانية التي قد تحول دون حضور الطلاب للدروس مباشرة. سواء كان السبب هو تكلفة التنقل أو طول المسافة أو حتى محدودية وقت الفرد بسبب العمل أو مسؤوليات أخرى، فإن الدورات عبر الإنترنت توفر مرونة هائلة تتجاوز تلك الموجودة ضمن الإطار الزمني الثابت لساعات الفصل الاعتيادية. وبالتالي، فهو يعزز فعليًا القدرة الكلية للنظام التعليمي بأكمله على توفير education for all - أي التعليم لكل فرد بغض النظرعن ظروفه الفردية .
ختاما، برغم كل مزاياه العديدة، يتطلب الانتقال الناجح نحو اعتماد نماذج جديدة للتعليم مشاريع مستمرة لبناء القدرات والتدريب العملي لفائدة جميع العاملين ضمن منظومة العملية التربوية. لكن بالتأكيد ، سوف يساهم النهوض بهذا المجال الجديد بلاشك بجلب ثورة حقيقية تشمل جوانب ايجابية عديدة ترتبط بالحصول على تعليم أفضل وجودة عالية ومتاحة للجميع بدون تدخل عوامل خارجية محددة .