- صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
ملخص النقاش:
مع انتشار استخدام الإنترنت وتطور التقنيات الرقمية الحديثة، أصبح للمواقع الاجتماعية دورًا بارزًا ومؤثرًا يعكس العديد من الجوانب الإيجابية والسلبية للحياة الحديثة. ومن بين هذه التأثيرات المؤثرة تأتي مسألة الصحة النفسية للأفراد الذين يتفاعلون بكثافة مع العالم الافتراضي عبر شبكات التواصل المختلفة. يهدف هذا التحليل إلى استكشاف العلاقة بين وسائل الإعلام الرقمية والعافية الذهنية للإنسان.
التفاعل المتزايد والآثار المحتملة
تُعد مواقع مثل الفيسبوك، تويتر، وإنستغرام أماكن تجمع يومي لعدد هائل من مستخدمي الإنترنت حول العالم. يتميز هذا النوع الجديد من الأنشطة الاجتماعية بتوفير فرص للتواصل واسع الانتشار ولكنها غالبا ما تصاحبها تحديات غير مرئية تلقي بثقلها على الصحة النفسية للفرد. حيث يمكن أن يؤدي الشعور بعدم الكفاءة مقارنة بغيرهم، أو الضغط المجتمعي للتوظيف وتحقيق الذات وفق المعايير البصرية المثالية، إلى اضطرابات عاطفية كالاكتئاب والقلق. كما قد تساهم المقارنات المستمرة والمعايير غير الواقعية التي تقدمها المنصات الإلكترونية في خفض تقدير الفرد لنفسه وانخفاض الثقة بالنفس.
القلق والمقارنة: تجارب شخصية
في دراسة حديثة أجرتها جامعة كاليفورنيا بيركلي عام ٢٠١٨ ، أفاد حوالي ثمانية وثلاثين بالمئة ممن شملهم الاستطلاع بأن "التطبيقات والتطبيقات الأخرى لمجتمع الوسائط الاجتماعية تسبب لهم زيادة كبيرة في القلق". وفي بحث آخر نشرته مجلة Psychology Today قبل سنتين اثبت انه كلما زادت فترة جلوس الطفل أمام الشاشة، ارتبط ذلك بحصوله لاحقا على درجات أقل في اختبارات ذكائه مقارنة بأقرانه. بالتالي فإن فهم الآليات الأساسية لتلك العلاقات وتوقيتها أمر ضروري لمنع تفاقم المشكلات الصحية المرتبطة بمستخدمي الإنترنت الشباب على وجه الخصوص.
الحدود الذهنية وأساليب مواجهة المخاطر
لا يعني التعامل الحذر مع الشبكة العنكبوتية الابتعاد عنها تماماً، بل هو دعوة للاستخدام المسؤول والإنتاجي لها. ويمكن تحقيق ذلك عبر عدة خطوات عملية منها تحديد وقت محدد لاستخدام المنصة بصورة يومية، وإعادة التركيز نحو اهتمامات فعلية بعيدة المدى كالرياضة والقراءة وغيرها. بالإضافة لذلك، يعد تنظيم محتوى الصفحة الشخصية عامل مهم أيضا، فعرض الأشياء السلبية باستمرار قد يشكل ضغطا نفسيا لدى البعض علما بأنه بإمكان المستخدم اختيار الصور والأخبار بناء علي رغبة دائرته الاجتماعية الخاصة.
وفي النهاية تعد قضية صحتهم العقلية واحدة من أكثر المواضيع شيوعا فيما يتعلق باستخدام تقنية المعلومات والاتصالات الحديثة والتي تستحق مزيدا من البحث العلمي والدعم الحكومي خاصة لمن هم تحت سن الواحدة والعشرين عاما.