- صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
ملخص النقاش:
التقدم الهائل الذي شهدته التكنولوجيا خلال العقد الأخير غير نمط الحياة بصورة جذرية. أصبح العالم أكثر ارتباطاً عبر شبكات الإنترنت والهواتف الذكية والأجهزة الأخرى الرقمية. بينما يقدم هذا الدخول التقني الجديد الكثير من الفوائد مثل التواصل السريع والمعرفة المتاحة بسهولة، إلا أنه قد أثَّر أيضاً بشكل كبير على البنية الأساسية للعلاقات الأسرية. إن هذه القضية تستحق البحث والتدقيق نظراً إلى أنها تتصل مباشرة بكيفية تفاعلنا مع بعضنا البعض داخل بيوتنا.
التحديات الحالية
أولى التهديدات التي تواجهها العلاقات الأسرية بسبب التكنولوجيا هي الانشغال الزائد عنها. وفقا لدراسة أجرتها شركة "Common Sense Media"، يقضي الأطفال الأمريكيين الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و12 سنة حوالي خمس ساعات يوميا أمام الشاشات الإلكترونية. هذا الوقت ليس فقط بعيدا عن عائلتهم ولكن أيضا خارجا عن نطاق الأنشطة التعليمية أو الترفيهية المفيدة والتي كانت تعتبر تقليديا جزءا أساسيا من وقت اللعب والاستجمام. بالإضافة لذلك، يمكن للتكنولوجيا أيضا خلق شعوراً بالوحدة والعزلة حتى عندما تكون الجلسة العائلية مشتركة لأن كل فرد غالبا سيستخدم هاتفه المحمول الخاص به لتصفح الإنترنت أثناء تناول الطعام مثلا مما يؤدي إلي فقدان اللحظات المشتركة والتواصل الاجتماعي الحقيقي.
توقعات المستقبل
على الجانب الآخر، هناك احتمالات كبيرة لاستخدام تكنولوجيتك بطرق تعزز الروابط الأسرية وتحسن العلاقات. يمكن للأطفال التعلم جنبا إلى جنب مع آبائهم عبر دروس الفيديو عبر الإنترنت وبرامج التدريس الافتراضي المختلفة. كما توفر وسائل الإعلام الاجتماعية فرصة فريدة لمشاركة الأفراح والإنجازات اليومية الصغيرة وبناء ذكريات دائمة لهذه المناسبات. علاوة علي ذلك، تمثل الواقع المعزز والواقع الافتراضي فرص جديدة لتجارب مشتركه ممتعة تأخذ الجميع خارج عالم الشاشة وداخل عوالم خيالية حقيقية ومثيرة للفضول.
الاستنتاج
في النهاية، الأمر يعود لنا كآباء وأمهات وكعائلة بأكملها لإدارة استخدام التكنولوجيا بطريقة صحية ومتوازنة تضمن تجربة اجتماعية جميلة وآمنة لأطفالنا وللعلاقات الأسرية بشكل عام. ينبغي العمل على وضع قواعد واضحة حول متى وأين يتم تشغيل تلك الأجهزة وكيف يساهم كل عضو في تحقيق هدف أكبر وهو بناء مجتمع أسري يدعم ويحب ويتواجد بشكل فعال بكل لحظة ممكنة، سواء كان ذلك رقمي أم شخصياً وجهاً لوجه.