مع توقف الأعمال والمشاغل، وملازمة البيت؛ طوعاً أو التزاماً بحظر جزئي أو شامل.. تواترت شكوى من قلة ب

مع توقف الأعمال والمشاغل، وملازمة البيت؛ طوعاً أو التزاماً بحظر جزئي أو شامل.. تواترت شكوى من" قلة بركة الوقت"، رغم وفرته! والعجز عن استغلال الفراغ، و

مع توقف الأعمال والمشاغل، وملازمة البيت؛ طوعاً أو التزاماً بحظر جزئي أو شامل.. تواترت شكوى من" قلة بركة الوقت"، رغم وفرته! والعجز عن استغلال الفراغ، وضعف الإنجاز، وهمود الهمة، والتقصير في الواجبات، وفتور التواصل، ولو هاتفياً.. وتكرر التعبير عن مشاعر الذنب والخجل بسبب ذلك!

#كورونا

الوعي والالتزام بالنظام، والصبر والاحتساب، وفهم طبيعة الظرف، وطمأنة النفس بتذكر النعم المتاحة، وتسليتها بتعداد الفرص المستجدة، وتوجيه الفكر إلى تلمس منحة في كل محنة، والرسائل الإيجابية، والتحفيز لاستثمار الوقت، وشغل الفراغ، والتقارب العائلي.. وو.. لا ينفي معاناة الكل من ضغط نفسي!

اعتياد التهرب من النفس، بشغلها بما هو خارج نطاقها، والتعامل معها كآلة للإنجاز، وكجدول عمل مزدحم، وكعقل يرى الأبعد ليلهو عن الأقرب، والدوران بلا بدء ولا نهاية في فلك علاقات اجتماعية لصيقة إلى درجة غياب الوعي بالذات.. يجعل الفراغ ضغطاً! والقرار في البيت ضياعاً! ومواجهة الذات رعباً!

لأول مرة، يواجه الفرد نفسه، ويخلو بذاته، ويطفئ محركه، ويلزم بيته، ويضطر للاكتفاء بأدنى حد من كل شيء؛ خروج، تسوق، تطبب.. لأمد غير مسمى! ويتعايش مع عالم غريب، وظرف لم يخبره من قبل، ولم يتوقعه، ولم يتهيأ للتعاطي معه! وتأقلمه مع هذا كله يستغرق وقتاً، ويستهلك جهداً وطاقة نفسية هائلة!

لعل أكثر ما نحتاجه اليوم؛ التعرف على الذات، الاقتراب منها، العمل على فهمها، تفقد حاجاتها، الرفق بها، الرحمة لجوانب ضعفها، التدرب على مصادقتها، والاستمتاع بصحبتها!

ومما يعين؛ فك الأحزمة، التخلي عن المثالية، تقليل الضغوط، العزوف عن مصادر القلق؛ واعتزال مضمار سباق تتبع أنباء الوباء!


حنين البكاي

6 مدونة المشاركات

التعليقات