الحوثيون لايترجمون ضغوط واشنطن على الرياض كما تروج بعض الحسابات الجاهلة،بل أنهم يفهمون أن العلاقات الأمريكية السعودية هي في أسوأ حال.. وأن العالم ليس متفرغاً ليستمع لأوجاع الرياض و مخاوفها بعد سبع سنواتٍ من عجزها على إنهاء خصمٍ تعتبرهُ ضعيف و غير مكافيءٍ لقوتها،فيستقلون اللحظة..
بالمقابل تبدو الرياض غير مستوعبة لما هو عليه العالم الآن،فالغرب ليس متحمساً لمعاقبة طهران بل يميل لمصالحتها و هذا بالتأكيد ينعكس على حلفائها ،و حتى الإمارات التي بدأت مع الرياض هذه الحرب، هي تقف بقدمٍ واحدةٍ داخلها، فتتراجع متى ما تعرضت لأي ضربة،فالسعودية وحيدة بحلفاء حمالي أوجه.
أما واشنطن فأقصى ما ستفعلهُ هو أن تضع جبل العقوبات على الحوثيين المعاقبين بالأساس، أو أن تعيدهم على لوائح الإرهاب ،ثم ماذا ؟لاشيء ،سوى الصواريخ التي باتت أكثر دقة،وتعترفُ بها الرياض قادمةً من اليمن بعد أن كانت توهم نفسها بأن كل ذلك يُطلق من ايران أو العراق،مستخفةً بقدرة الحوثيين.
و بشأن جريدة الإدانات المعتادة فهي لاتساوي الحبر التي تُكتب به، ولا تغير مسار صاروخ أو تدفع طائرة مسيرة،السعودية تعلم جيداً ذلك،و كم كان غريباً أن تحاول إبتزاز واشنطن بتصريحها أنها غير مسؤولة عن نقص إمدادات الطاقة!أمريكا لن تعتبر ذلك إلا ضعفاً غير مسبوق في القيادة الحالية..
القيادة التي وعدت بسحق" التهديد الإيراني"القادم من اليمن، كيف بها تتخلى عن مسؤولية حماية الإمداد للعالم بسبب هذه الضربات التي يُفترض بها ردعها، بدل بث هذا العجز على رؤوس الأشهاد .. أمريكا لن تأتي بأساطيلها الآن و بعد إنسحابها من أفغانستان لتقتلع التهديد من اليمن على أنابيب النفط.