التقرير:

في عالم اليوم المتسارع، باتت الاعتبارات الصحية تتصدر اهتمام المجتمع بشكل متزايد. بينما يركز العديدون على صحة الجسم البدنية، إلا أن الجانب النفسي للحياة يحمل أهميته الخاصة أيضاً. تُظهر الدراسات الحديثة وجود علاقة وثيقة بين الصحة العقلية وما نتناوله يومياً. فيما يلي نظرة مستفيضة حول هذه العلاقة وكيف يمكن استخدام النظام الغذائي كأداة وقائية.

التأثيرات المباشرة لنظام غذائكِ على صحتِكَ النفسية:

1. الفيتامينات والمعادن:

النظام الغذائي الغني بالفيتامينات B6 وB12 وحمض الفوليك قد يساهم في الحفاظ على مستوى جيد من هرموني السيروتونين والدوبامين، وهما الهرمونان الرئيسيان المسؤلان عن تحسين الحالة المزاجية وتخفيف القلق. بالإضافة إلى ذلك، يلعب المغنسيوم دوراً حاسماً في تنظيم الجهاز العصبي ودعم النوم الصحي.

2. الدهون الصحية والأوميغا 3:

الأطعمة التي تحتوي على دهون صحية مثل تلك الموجودة في الأسماك والمكسرات والبذور تعتبر أساساً هاماً لصحة الدماغ. الأحماض الدهنية "أوميغا 3"، خاصة EPA DHA، تلعب دورًا حيويًا في تقليل أعراض الاكتئاب والاضطراب الثنائي القطب وتعزيز الوظائف الإدراكية.

3. الألياف والتغذية النباتية:

تناول كميات وفيرة من الألياف والأطعمة النباتية غنية بالأنتيوكسيدانتس يساعد في الحماية ضد الأمراض المزمنة المرتبطة بصورة كبيرة بحالات الصحة العقلية السيئة. أيضًا، تساعد هذه الأطعمة على تحقيق توازن أفضل للإنسولين مما يؤثر إيجابيًا على مزاج الشخص العام.

التقنيات الوقائية باستخدام النظام الغذائي:

1. اتباع حمية البحر الأبيض المتوسط:

هذه الحمية الشهيرة معروفة بتركيزها الكبير على الخضراوات الطازجة والفواكه والحبوب الكاملة والبروتينات الخالية من الدهون وكميات معتدلة من الدهون الصحية مثل زيت الزيتون وزبدة اللوز وكذلك منتجات الألبان قليلة الدسم. وقد ثبت أنها تدعم صحة القلب والسلوك الاجتماعي الاجتماعي والإدراك المعرفي والعاطفي.

2. ممارسة التنويع الغذائي:

تنوع الطعام الذي تتناولينه يضمن الحصول على مجموعة متنوعة من الفيتامينات والمعادن الضرورية لدعم الصحة العامة بما فيها الصحة العقلية. طبقًا لمبدأ "كل ألوان قوس قزح", يمكنك تضمين مجموعة واسعة من الألوان المختلفة للأطعمة ضمن وجباتك اليومية.

3. الجدولة المناسبة للمأكولات والراحة:

تساعد تحديد وقت ثابت لتناول وجبتك الرئيسية (الغداء) وبعده فترة راحة قصيرة ثم القيلولة القصيرة إذا كان بإمكانك القيام بذلك؛ لأنها تساهم في رفع معدل الطاقة الجسدية والعقلية خلال النهار وتحافظ عليها كذلك طوال الليل أثناء الاسترخاء قبل النوم.

ختاماً، فإن اختيار نوع الغذاء الذي نستهلكه له تأثير كبير ليس فقط على وزن جسمنا ولكن أيضا كيف نشعر عقليا ونفسيّا طيلة الوقت . لذا يجب الانتباه لهذه النقطة الهامة عند الرعاية الذاتية والعناية بالجسد والعقل معا .