- صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
ملخص النقاش:أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءاً أساسياً من حياة الشباب اليوم. بينما توفر هذه المنصات فرصة للتواصل العالمي والتعبير عن الذات، فإن لها أيضاً آثارا معقدة قد تؤثر بشكل كبير على صحتهم النفسية والعقلية. الدراسات الحديثة تشير إلى وجود علاقة بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والمشاعر السلبية مثل القلق والاكتئاب. هذا ليس بسبب المحتوى نفسه بالضرورة، ولكن من خلال الأنماط غير الصحية للاستخدام والمقارنة الاجتماعية التي يمكن أن تنتج عنها.
على سبيل المثال، البحث الذي نشرته مجلة "جامعة هارفارد للصحّة العامة" وجد أن الاستخدام المكثف لوسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يرتبط بحالات الاكتئاب لدى كلا الجنسين. كما أشارت دراسة أخرى من جامعة كاليفورنيا إلى دور التفاعل عبر الإنترنت في تعزيز الشعور بالعزلة الاجتماعية، وهو عامل معروف لتزايد مخاطر الإصابة بالاكتئاب. بالإضافة إلى ذلك، قد يسهم الضغط الناجم عن الحاجة المستمرة للحصول على الرضا الرقمي والإعجابات في زيادة مستويات التوتر.
بالإضافة لذلك، هناك قضية مرتبطة بتعديل الصورة الذاتية بناءً على الصور المثالية التي يتم عرضها عبر الإنترنت. العديد من الأشخاص يشعرون بأن لديهم صورة أقل جمالاً أو نجاحًا مقارنة بما يرونه عبر شاشة الهاتف الذكي الخاص بهم. هذا النوع من المقارنة الدائمة يمكن أن يؤدي إلى انخفاض احترام الذات والشعور بالنقص.
رغم كل هذه الآثار المحتملة السلبية، إلا أنه من الواضح أيضًا أن هناك فوائد محتملة لوسائل التواصل الاجتماعي خاصة عند استخدامها بطريقة مسؤولة ومثمرة. يمكن لهذه الوسائط أن تكون أدوات قوية لتحقيق التعلم الشخصي، تطوير المهارات، والحفاظ على الروابط الاجتماعية حتى عندما يتواجد الناس بعيدا جغرافيًا.
بشكل عام، يبدو الحل الأمثل يكمن في التعليم حول كيفية استعمال هاته الأدوات بصورة أكثر ذكاء وصحة نفسية. يجب تشجيع الشباب على النظر في مقدار الوقت الذي يقضونه على الانترنت وكيف يؤثر ذلك عليهم عاطفياً وعقلياً. كذلك، من المهم تعزيز التركيز على الصحة العقلية وتشجيع المحادثات المفتوحة حول التحديات المرتبطة باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي.