- صاحب المنشور: ريم الدرقاوي
ملخص النقاش:
يتزايد استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي (AI) بسرعة في مختلف القطاعات حول العالم، مما يوفر فوائد عديدة مثل زيادة الكفاءة والإنتاجية وتحسين جودة الحياة. ومع ذلك، فإن هذه التقنية الناشئة لها أيضًا تأثير كبير على البيئة. تتطلب عمليات إنتاج الأجهزة الإلكترونية والمراكز الحاسوبية المتخصصة بالذكاء الاصطناعي كميات كبيرة من الطاقة والموارد الطبيعية، مما يساهم في انبعاث الغازات الدفيئة والتلوث. بالإضافة إلى ذلك، قد ينتج عن البيانات الضخمة المستخدمة لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي تكاليف بيئية غير مباشرة بسبب استهلاك طاقة الخوادم والأجهزة ذات الصلة.
على الرغم من التحديات البيئية المرتبطة بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، هناك العديد من الجهود المبذولة لاستخدامها بطريقة مستدامة ومُعتمدة بيئيًا. يمكن تحقيق ذلك عبر عدة طرق مختلفة، منها تصميم نماذج أخف وأكثر كفاءة باستخدام خوارزميات ذكية، واستخدام موارد معاد تدويرها وتوليد طاقة أكثر نظافة لعمليات التدريب والتشغيل. كما تعمل الشركات والمؤسسات البحثية على تطوير حلول قائمة على الذكاء الاصطناعي لمواجهة قضايا بيئية أخرى، كتحديد المناطق الأكثر عرضة للتغيرات المناخية أو تحسين إدارة المياه.
ومن المهم أن ندرك أن الذكاء الاصطناعي ليس الحل الوحيد للقضايا البيئية ولا يمكن اعتباره البديل المثالي للنشاط البشري المستدام. إلا أنه عندما يتم دمجه بحكمة وباستراتيجية مدروسة، فهو قادرٌ على توفير أدوات ثورية للمعالجة المستدامة لقضايا بيئية عالمية تعاني منها كوكب الأرض. إن فهم الآثار البيئية للذكاء الاصطناعي واتخاذ خطوات نحو الاستخدام المسؤول لهذا المجال الجديد سيضمن مشاركة المجتمع الدولي الفعالة في حفظ وصيانة النظام البيئي للأجيال القادمة.