حكم زيارة القبور والتبرك بها: شرك أكبر أم أصغر؟

الحمد لله، والله تعالى أعلم. زيارة قبور بعض الأولياء الذين يطلق عليهم هذا اللقب، مع الاعتقاد بأن قبورهم جنة وأن المكوث بالقرب منها يجلب البركة، هو من

الحمد لله، والله تعالى أعلم.

زيارة قبور بعض الأولياء الذين يطلق عليهم هذا اللقب، مع الاعتقاد بأن قبورهم جنة وأن المكوث بالقرب منها يجلب البركة، هو من البدع المنكرة. إذا كان هذا الاعتقاد في ذوات القبور وذوات أصحابها، وأن هذه القبور مباركة نافعة بذاتها، وأهلها ينفعون زائريهم بذواتهم، فهذا شرك أكبر مخرج عن الملة. أما إذا كان الاعتقاد ليس في ذوات القبور ولا ذوات أصحابها، ولكنه اعتقاد بأن الله ينزل من عنده هذه البركة عند هذه القبور لصلاح أصحابها، فهذا ليس من الشرك الأكبر، ولكنه ذريعة ووسيلة إليه.

أما أولئك الذين يحملون نسخاً صغيرة جداً من القرآن الكريم مكتوبة بخط صغير ثم يدورون بها حول القبر ويعتقدون أن ذلك يمنحهم الوقاية والحفظ، فهذا أيضاً من البدع المنكرة. إذا طافوا يتقربون بذلك إلى صاحب القبر، فهو شرك أكبر. أما إذا طافوا يحسبون أن الطواف بالقبور قربة إلى الله، قصدهم التقرب إلى الله بذلك، وليس يقصد الميت، هذا من البدع ومن وسائل الشرك المحرمة الخطيرة. ولكن الغالب على من طاف بالقبور أنه يتقرب إلى أهلها بالطواف ويريد الثواب منهم والشفاعة منهم، وهذا شرك أكبر.

في الختام، يجب التنبيه على أن التبرك بالمخلوق قسمان: أحدهما التبرك بالمخلوق من قبر أو شجر أو حجر أو إنسان، حي أو ميت، يعتقد فاعل ذلك حصول البركة من ذلك المخلوق المتبرك به أو أنه يقربه إلى الله سبحانه، ويشفع له عنده، كفعل المشركين الأولين. هذا يعتبر شركاً أكبر من جنس عمل المشركين مع أصنامهم وأوثانهم. أما إذا اعتقد أن بركته يحصل بها الخير من دون الله، فهذا مشرك شركاً أكبر.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات