في سياق التعبير القرآني العظيم، يأتي ذكر خلق الله للسفن في الآية الكريمة "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون". يوضح الفقهاء أن الآية تشير ضمنيًا إلى خلق الله للسفن، حيث تتعدد التفسيرات حول ماهيتها. وفقًا للمفسّرین المنتشرين، هناك تفاسیر متعددة لهذه المقاطع النصیة:
\u2022 يرى البعض أن المقصود بالسفن هي نفسها المصنوعة من الخشب والتي يستخدمها البشر للنقل عبر البحار، مستدلّين بردّ الرسول محمد صلى الله عليه وسلم عندما قيل له: "لو تعلّمنا النجوم!" فرد قائلاً: "لقد علمتها لقوم صالحين"، مما يشير إلى معرفتهم بتلك الوسائل الحديثة آنذاك.
\u2022 ويذهب آخرون إلى اعتبار أنّ المقصود بالإبل والنوق والسروج وما شابههما؛ إذ يمكن ربطه بالمقطع التالي:"وجعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرًا." لكن هذا الرأي أقل شيوعًا نظرًا لبُعد التشبيه بين وسيلة نقل برية وبحرية بشكل واضح.
ويركز العديد من العلماء أيضًا على الجانب التعليمي للإبداع الإلهي، معتقدين أن عبارة \"مِنْ مِثْلِه\" ترمز إلى اكتساب القدرات الإنسانية لصناعة وسائل مشابهة لما قدَّره الله لها منذ القدم. بعبارة أخرى، منح الخالق البشر القدرة والفهم اللازم لإتقان فن بناء السفن وغيرها من المنشآت التقنية المتخصصة. وفي النهاية، يشدد هؤلاء العلماء على طبيعة الربط الوثيق بين العمل اليدوي والمعرفة المكتسبة بإرشاد رب العالمين. إنها دعوة للتأمل مليئة بالحكمة والعظمة!