- صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
ملخص النقاش:
مع تطور العالم نحو اقتصاد المعرفة وتزايد دور التكنولوجيا، شهد قطاع الرعاية الصحية تحولاً جذرياً. تتجاوز هذه التحولات البروتوكولات العلاجية التقليدية لتشمل طرق جديدة غيرت ليس فقط كيفية تقديم الخدمات الطبية، ولكن أيضًا كيف يتم التعامل مع البيانات الصحية للمرضى وكيف يتفاعل الأفراد مع نظام رعاية صحتهم العامة.
التكنولوجيا كمحرك للتغيير:
1. الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي:
أصبح الذكاء الاصطناعي (AI) أحد القوى الدافعة الرئيسية لإحداث تغيير ثوري في مجال الرعاية الصحية. يمكن لآلات التعلم الآلي - وهي جزء أساسي من الذكاء الاصطناعي - دراسة كميات هائلة من بيانات المرضى بسرعات مذهلة، مما يسمح بتقديم تشخيصات أكثر دقة وأسرع بكثير مما كان ممكنًا سابقًا. بالإضافة إلى ذلك، فإن تقنيات الروبوتات والأجهزة المحمولة المتصلة بالإنترنت توفر مراقبة مستمرة لحالة الصحة الشخصية للمستخدمين، مما يمكّن الأطباء والصيادلة من التدخل عند الحاجة قبل ظهور أي أعراض خطيرة.
2. الأمن السيبراني وصحة البيانات:
بالرغم من فوائد التكنولوجيا الواضحة، إلا أنها جلبت معه مخاطر جديدة تتعلق بالأمن السيبراني. حيث يعالج موظفو القطاع الصحي الآن مجموعة واسعة من العمليات الرقمية التي قد تكون عرضة لهجمات قراصنة الإنترنت. وبالتالي، أصبح حماية الخصوصية الإلكترونية واحترام حقوق الملكية الفكرية أمرًا بالغ الأهمية للحفاظ على الثقة العامة بنظام الرعاية الصحية الحديث. إن فهم أفضل لأبعاد الأمن السيبراني وتطبيقه المناسب سيضمن سلامة معلومات مرضاه عبر جميع مراحل رحلة علاجه الرقمية.
3. الجراحة عن بعد والإرشادات الافتراضية:
لقد أدت جائحة كوفيد-19 عالميًا إلى تسريع استخدام التقنية الحديثة داخل العيادات والمستشفيات. وقد أتاح هذا الوضع الاستثنائي الفرصة لاستخدام تقنيات مثل الطب عن بعد والجراحة عن بعد، والتي كانت تبدو خيال علمي حتى وقت قريب جدًا. ومن خلال تلك الوسائل الجديدة للفحوصات والعلاجات، أثبت النظام الطبي أنه مرن وقادر على مواجهة تحديات غير متوقعة بطرق مبتكرة ومتقدمة تكنولوجياً.
الابتكار والتطوير المستمر:
4. تطوير الأدوية باستخدام بيانتا الحيوانية:
يشكل تصنيع الأدوية بابًا جديدًا آخر فتحته تكنولوجيا اليوم أمام مديري شركات العقاقير. إذ بات بإمكانها اختبار المواد الكيميائية المحتملة لعلاج الأمراض البشرية في ظل ظروف واقعية أقرب إلى الواقع بشروط غذائية وعوامل أخرى مشابهة للإنسان بدرجة كبيرة. وهذا ليس باختصار سوى نقلة نوعية نحو علاج فعال وموجه خصيصًا لكل حالة فردية.
