تحليل تأثير التكنولوجيا على الصحة النفسية: القلق الرقمي والرفاهية العاطفية

لقد غيرت الثورة الرقمية التي نعيشها اليوم حياتنا بطرق عديدة ومتنوعة - البعض منها مفيد بينما يتسبب آخر في مخاوف صحية نفسية. أصبح "القلق الرقمي" ظاهرة ش

  • صاحب المنشور: عبدالناصر البصري

    ملخص النقاش:
    لقد غيرت الثورة الرقمية التي نعيشها اليوم حياتنا بطرق عديدة ومتنوعة - البعض منها مفيد بينما يتسبب آخر في مخاوف صحية نفسية. أصبح "القلق الرقمي" ظاهرة شائعة بين الشباب، وهي حالة تتسم بالخوف المستمر من فقدان الاتصال مع الأجهزة الذكية أو عدم القدرة على الوصول إلى وسائل التواصل الاجتماعي. هذا النوع من القلق يمكن أن يؤثر بشدة على الرفاهية العاطفية للأفراد.

فهم القلق الرقمي

يعتبر القلق الرقمي نوعًا جديدًا نسبيًا من اضطرابات الصحة النفسية المرتبطة بأدوات التكنولوجيا الحديثة. يشعر الأفراد الذين يعانون منه بتوتر شديد عند الانقطاع عن الإنترنت أو خسارة بياناتهم عبر الهواتف المحمولة أو الحواسيب الشخصية. قد يجد هؤلاء الأشخاص صعوبة في التركيز خارج بيئتهم الرقمية وقد يشعرون بعدم الراحة حتى عندما تكون هواتفهم بعيدة عن متناول اليد.

التأثيرات على الرفاهية العاطفية

يمكن للتأثير السلبي للقلق الرقمي على رفاهيتنا العاطفية أن يأخذ عدة أشكال مختلفة:

  1. العزلة الاجتماعية: رغم أنه يبدو تناقضا، فإن الاعتماد الزائد على الوسائل الرقمية قد يقود إلى الشعور بالعزلة الاجتماعية. يمكن لهذه الحالة أن تزيد من مستويات الضغط النفسي وتؤدي إلى الاكتئاب.
  1. التشتيت وانخفاض الإنتاجية: إن وجود الهاتف باستمرار جنبا إلى جنب مع ضجيج الإشعارات المتواصل قد يعيق قدرتنا على التركيز ويخفض إنتاجيتنا العامّة.
  1. نقص النوم: استخدام الشاشات قبل النوم مباشرة يؤثر بشكل سلبي كبير على جودة نومنا مما يؤدي إلى زيادة التعب والإرهاق خلال النهار ويمكن أن يساهم أيضًا في ظهور حالات الاكتئاب واضطراب القلق العام.
  1. اضطرابات الصورة الذاتية: التعرض الدائم للمحتوى المثالي والمُعدل رقميًّا عبر وسائل الإعلام الاجتماعية يمكن أن يتلف صورته الذاتية لدى الكثيرين ويجعلهم مقارنة دائمًا لأنفسهم بالأخرين الذين قد يكون حالهم أفضل منهم بكثير لكن خلف ستائر وهمية تم بناؤها رقميا .

الاستراتيجيات المضادة

لحماية صحتنا العقلية والعاطفية وسط عالم رقمي متزايد، إليك بعض الاستراتيجيات المفيدة:

* تحديد حدود لاستخدامك لتطبيقات هاتفك وأوقات العمل الخاصة به؛

* إنشاء روتين يومي خالٍ تماماً من أي جهاز رقمي لتعزيز التركيز والاسترخاء؛

* مراقبة محتوى حساباتك الشخصية واختيار الأصدقاء والحسابات الذي تواصلك بهم بناء على قيمك ومبادئك وليس بمقياس عدد المشاهدين أو التعليقات فحسب;

* تعلم مهارات جديدة مثل اليوغا والتأمل واستمتع بأنشطة ممتعة تعزز احترام الذات والثقة بالنفس كلما وجدت نفسك تشعر بالإحباط بسبب المحتوى الرقمي المسيء لك ؛ أخيرًا ، حاول طلب المساعدة المهنية إذا شعرت بأن الأمور تجاوزت الحدود التي تستطيع تحملها وأن


عبد الحسيب الشريف

5 مدونة المشاركات

التعليقات