- صاحب المنشور: ناصر العسيري
ملخص النقاش:في عالم اليوم المتغير بسرعة, يعد الذكاء الاصطناعي واحداً من أكثر التقنيات تأثيراً. هذا التطور الثوري ليس مجرد تغيير تكنولوجي؛ بل هو تحول اقتصادي واجتماعي كبير ذو عواقب قد تكون عميقة الأثر على سوق العمل العالمي. مع زيادة اعتماد الشركات على الروبوتات والأتمتة المدعومة بالذكاء الاصطناعي، يثار تساؤل مهم حول مستقبل الوظائف البشرية. هل الذكاء الاصطناعي سيخلّص وظائف البشر أم أنه سيخلق فرص عمل جديدة؟
من جهة، هناك أدلة واضحة تظهر كيف يستطيع الذكاء الاصطناعي أتمتة العديد من الأعمال التي كانت تتطلب سابقاً جهداً بشرياً مكثفاً. هذه العملية ليست جديدة تمامًا - فالإنسانية تقوم بتبسيط العمليات باستخدام الآلات منذ العصر الصناعي الأولي. ولكن الاختلاف الآن يكمن في السرعة والدقة غير المسبوقتَين اللذين يمكن للذكاء الاصطناعي تحقيقها. كثيرٌ من الدراسات تشير إلى احتمالية فقدان ملايين الوظائف بسبب التحول نحو الذكاء الاصطناعي خلال العقود القادمة.
تحولات محتملة
على الرغم مما يبدو عليه الأمر كله مظلمًا، إلا أنه يوجد جانب مشرق أيضًا. يُمكن اعتبار الذكاء الاصطناعي مصدرًا جديدًا لإنشاء وظائف. فعندما يتم استخدام تقنية مثل التعلم الآلي والروبوتات بشكل موسع، ستكون هناك حاجة لمزيدٍ من المهندسين والمبرمجين والعاملين الذين يقومون برعاية وصيانة هذه الأنظمة المعقدة. بالإضافة لذلك، فإن تطوير البرمجة الخاصة بالذكاء الاصطناعي نفسه يتطلب خبرات متنوعة تمتد عبر مجالات مختلفة منها الفيزياء والرياضيات وعلم النفس وغيرها الكثير.
التكيف والتغيير
لكن للتكيّف مع العالم الذي يقوده الذكاء الاصطناعي، يجب أيضاً إعادة النظر في طريقة تعليم الأفراد وإعدادهم للمستقبل الوظيفي. ربما لن نحتاج بعد الآن للأشخاص الذين يحفظون المعلومات ويطبقونها بنفس الطريقة كل مرة؛ لكننا سنحتاج بشدة لأولئك الذين يستطيعون التفكير الإبداعي والحل المشكلات الجديدة بطرائق مبتكرة وغير متوقعة.
في الخلاصة، بينما يشكل الذكاء الاصطناعي تهديدًا واضحًا لبقاء بعض أنواع الوظائف، فهو يعرض كذلك فرصًا هائلة لتوفير نماذج أعمال وأشكال حياة جديدة ومبتكرة. إن كيفية استجابة المجتمع لهذه التحولات هي موضوع نقاش حاسم للغاية في الأوقات الحالية وفي المستقبل.
