- صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
ملخص النقاش:
في العصر الرقمي الحالي، باتت التقنيات المختلفة جزءاً أساسياً من حياتنا اليومية. تتراوح هذه الأدوات بين الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر والروبوتات المنزلية وغيرها الكثير. بينما يسلط البعض الضوء على الفوائد المتعددة لهذه الثورة التكنولوجية، مثل زيادة الكفاءة والتواصل العالمي، فإن هناك جانب آخر أقل شهرة يؤثر علينا جميعاً - والصحة النفسية.
التأثيرات الإيجابية للتكنولوجيا:
- تحسين التواصل: إن وسائل التواصل الاجتماعي تجعل الاتصال بالأصدقاء والعائلة أكثر سهولة وكفاءة حتى لو كانوا بعيدين جغرافياً. هذا يمكن أن يساهم في الحد من الشعور بالعزلة الاجتماعية خاصة لدى الأفراد الذين يعيشون بمفردهم أو لديهم جداول عمل مليئة.
- الدعم النفسي عبر الإنترنت: توفر المنصات الإلكترونية العديد من المنتديات والمواقع التي تقدم الدعم النفسي للمستخدمين مجانًا أو برسوم رمزية. يستطيع الأشخاص مشاركة تجاربهم والاستماع لتجارب الآخرين والحصول على المشورة المهنية عند الحاجة.
- الوصول إلى المعلومات الصحية: أصبح الآن بإمكان أي شخص الحصول على معلومات صحية دقيقة حول مختلف الأمراض النفسية والنفسجسدية، مع تقديم نصائح لإدارة تلك الحالات بطرق فعالة وآمنة.
- علاج نفسي رقمي: طورت بعض الشركات نماذج لعلاج نفسي رقمية تعتمد على تقنية الواقع الافتراضي وتفاعلات الألعاب التعليمية والتي أثبتت فعاليتها في علاج حالات محددة كالفوبيا واضطراب القلق العام.
المخاطر المحتملة:
- الإدمان والتشتت: قد تصبح الاستخدام المطول للأجهزة الإلكترونية مصدر قلق كبير بالنسبة للبعض حيث يتسبب بالإدمان ويؤدي لمشاكل التركيز وإضعاف العلاقات الشخصية بسبب الوقت الطويل الذي نقضيه أمام الشاشة.
- التعرض للعنف والإساءة عبر الإنترنت: رغم الجهود المبذولة لتنظيم محتوى الانترنت إلا أنه لا تزال هنالك مواقع ومنشورات تحتوي مواد غير مناسبة وقد تكون مؤذية نفسياً لأي فرد يتم التعرض لها خصوصا الأطفال والشباب.
- السلبية والقلق المرتبط بالمقارنة الاجتماعية: يشعر كثيرون بالضغط وانخفاض احترام الذات نتيجة المقارنات المستمرة لما يبدو عليه حياة الآخرين كاملة ومثالية عليهم، وهذا ليس صحيح دائما مما ينتج عنه شعورا سلبيّا وقليل ثقة بالنفس .
- العزلة وعدم وجود تعبير وجداني مباشر: يمكن أن تؤدي استخدامات الأجهزة المحمولة والساعات الذكية وما شابه إلى تقليل فرص التواصل البشري الطبيعي المؤدى له فائدة كبيرة لصحة الإنسان العامة إضافة لحصول المستخدم على رد فعل طبيعي لجسده أثناء تحدثه مع شخص حقيقي وبالتالي فهم مشاعره دون اللجوء لاستخدام مترجم روبوتي وهو أمر لن يحصل منه تأثير نفسى مشابه تماما لذلك الواقع الحيوي للعلاقات الإنسانية البشرية وإن كانت معاصرة ومتجددة باستمرار وفق تكنولوجيا القرن الواحد والعشرين!
خلاصة البحث العلمي والمعرفة العملية ذات الصلة بهذا الموضوع:
تبقى مسألة كيف تستغلّ المجتمعات هذه الآثار الجانبية بشكل أفضل موضوع بحث مستمر ضمن مجال علم النفس الصحي ودراسات الثقافة المعاصرة وعلم الاجتماع الحديث أيضًا نظراً لأن عالمنا عصرٌ جديدٌ متطور بتغيُّرٍ مذهل لكل جوانبه وليس فقط فيما يتعلق بالتكنولوجيا الجديدة نفسها بل أيضا بكيفيه استيعاب الناس لهذا العالم الجديد وما سيؤول إليه حال مجتمعنا المستقبلي بناء علي ذلك ! فليس ثمّة حاجة قطعیة بأن "الحقيقه" کلها موجودة بالفعل داخل نظام واحِد مفرد سواء أكـانت ديجتالیۃ أم نابتة بقوة النظام القديم الشامل ؛ فنحن بحاجة لوضع حدود منطقية تحدّد مدى السمح والقبول اجتماعياً لدينا تجاه كل ڤيديو او برنامج موجود حاليًا ورواد الأعمال المقبلین كذلك ، وكذلك النظر للحلول الناشطة لمنع تشظی حالة المرء الداخلیة وفقدانه للهوية الشخصیّة الخاصة به وسط بحر هائلاًمن الصور والأحاديث الغامضة الموجودة اونلاين ... ولذلك فان الأمر یستوجب المزيد من التشریعات القانونیه والتعاون