• صاحب المنشور: سلمى الموساوي
  
  ملخص النقاش:
  

  تعاني القارة القطبية الشمالية، التي كانت تعتبر سابقاً منطقة بعيدة ومستبعدة من آثار تغير المناخ العالمي، من تداعيات غير مسبوقة بسبب ارتفاع درجات الحرارة العالمية. هذا التغير المناخي السريع يؤدي إلى تآكل الجليد البحري، ذوبان الصفائح الجليدية، وزيادة مستوى البحر، مما يهدد بالنظام البيئي الفريد لهذه المنطقة ويترك عواقب بعيدة المدى على العالم ككل.

الذوبان المتسارع للجليد

وفقًا لتقرير الأمم المتحدة حول التغير المناخي لعام 2019، شهدت القطب الشمالي زيادة بنسبة تقارب الـ2 درجة مئوية خلال القرن الماضي. هذه الزيادة هي أكثر بكثير من المتوسط العالمي الذي بلغ حوالي نصف درجة مئوية. الذوبان المستمر للجليد ليس له تأثير مباشر على الحياة البرية فحسب، بل إنه أيضًا يخلق مخاطر جغرافية مثل انهيارات التربة والانهيارات الأرضية. بالإضافة إلى ذلك، يتسبب فقدان الجليد البحري في تعريض الأسواق التجارية الدولية للخطر حيث أنه طريق رئيسي للسفن الشحن.

تأثيرات على النظام البيئي

القارة القطبية الشمالية تحتضن مجموعة متكاملة ومتنوعة من الأنواع الحيوانية والنباتية. الدراسات العلمية تشير إلى انخفاض كبير في عدد بعض الأنواع بسبب تأثيرات تغير المناخ. الدببة القطبية مثلاً تواجه مشاكل غذائية نتيجة لانخفاض توفر طرائدها الرئيسية وهي الفقمة. كما يُتهم البشر بتدمير موطنهم عبر البحث عن النفط والمعادن الأخرى.

العواقب الاقتصادية والجيوپوليتيكية

مع استمرار الذوبان، تصبح الطرق البحرية الجديدة ممكنة، وهو الأمر الذي يمكن أن يغذي المزيد من الصراع السياسي والإقتصادي بين الدول المطلة على بحر القطبي الشمالي. البلدان التي تمتلك حدود بحار قطبية شمالية - مثل روسيا وكندا والنرويج - قد تستغل الفرصة للاستفادة اقتصاديا من الوصول الجديد إلى المسارات التجاريّة والموارد الطبيعية المحتملة.

في النهاية، بينما تحاول المجتمع الدولي التعامل مع قضايا مثل اتفاق باريس للمناخ، فإن حالة القطب الشمالي تحذر بشدة بشأن مدى الضرر الناجم عن تغيير المناخ وكيف يمكن لعواطفه الانتقال حتى أبعد المناطق البرداء والأكثر عرضة للتغيرات.