بالنسبة لسؤالك حول أداء قسم مزاولة مهنة الطب، فهو عبارة عن تعهد أمام الله بأن يتمتع بشرف هذه المهنة المقدسة. يتضمن هذا التعهد الالتزام بحفظ حقوق المرضى واستخدام وسائل العلاج المتاحة بشكل مسؤول. رغم أنه قد يكون مطلوباً لأسباب تنظيمية، إلا أنه يعكس جوهر الأخلاقيات المهنية التي يجب أن تميز عملك كطبيبة.
ثانياً، بالنسبة لتساؤلك بشأن اكتساب الخبرة وخوفك من إيذاء الآخرين، يُعتبر تعلم واحداً من أهم جوانب التعليم الطبي. ولكن عليك دائماً التأكد من اتخاذ جميع الاحتياطات المناسبة عند القيام بأعمال تتطلب خبرتك. اطلب المشورة والدعم من زملائك الأكثر خبرة عندما تشعر بذلك. هدفك الرئيسي يجب أن يكون تقديم الرعاية الصحية الآمنة والموثوق بها لمرضاك.
وفي سياق خدمات الصحة العامة لديك حيث الظروف ليست مثالية، مثل القصور في المعدات والإمكانيات الطبية، فإن الإسلام يدعم مبدأ "العمل بما تستطيع". يعني هذا أنه بغض النظر عن القيود الموجودة، يبقى دورك مهم جداً وهو جعل الأمور أفضل بالقدر الذي تسمح به إمكانيتك. حتى لو كانت الوسائل محدودة، فإن العناية بالمريض هي أولوية قصوى وفق الشريعة الإسلامية. ومع ذلك، تحتاج أيضاً إلى مراعاة المخاطر المحتملة المرتبطة بالتدخلات الطبية واتباع نهج مدروس وحذر للغاية خاصة إذا بدأت تظهر علامات خطيرة محتملة من المضاعفات.
من الجدير بالذكر أيضاً أهمية النقاش المفتوح مع مرضاك حول خيارات العلاج الخاصة بهم، بما في ذلك الفوائد والمخاطر المترتبة عليها. وهذا يؤكد احترام كرامتهم وكفاءتهم الذاتية.
ختاماً، تحقيق التوازن بين الواجبات الأخلاقية والقانونية، فضلاً عن الاعتبارات العملية للأوضاع المختلفة، سيجعلك قادراً على مواجهة تحديات مهنتك بثقة ودقة.
