- صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
ملخص النقاش:إن الحياة الحديثة غالبًا ما تجلب ضغوطاً كبيرة على الأفراد، مما يجعل الحفاظ على توازن صحي بين متطلبات العمل والحياة الشخصية مهمّة شاقة. هذا التوازن ليس مجرد فكرة عملية فحسب، بل هو أمر بالغ الأهمية للحفاظ على الصحة النفسية والجسدية للفرد. في العصر الرقمي الحالي، حيث يمكن للمهام والرسائل الإلكترونية أن تتبعك حتى بعد ساعات العمل الرسمية، قد يبدو تحقيق هذا التوازن مستحيلاً.
تبدأ المشكلة عادة عندما يندمج العمل في كل جوانب الحياة اليومية، مما يؤدي إلى الإرهاق والإنتاجية المنخفضة. وفقا لدراسة حديثة نشرتها منظمة الصحة العالمية، فإن حوالي ثلثي الأشخاص حول العالم يعانون من نوع من الضغط المهني الذي يؤثر على حياتهم الشخصية. هذه الظاهرة ليست مقتصرة على مكان معين أو مهنة واحدة؛ إنها مشكلة عالمية تحتاج إلى حلول مبتكرة.
تحديات تحقيق التوازن
- التكنولوجيا: الإنترنت والأجهزة الذكية جعلت العمل دائمًا في متناول اليد. رغم أنها تسهّل التواصل والعمل عن بعد، إلا أنها أيضًا تعزز الافتراض بأن "العمل ممكن في أي وقت".
- الثقافة المؤسسية: بعض الثقافات الوظيفية تشجع على العمل لساعات طويلة وتجاهل الوقت الشخصي كعلامة على الكفاءة والتزام.
- التوقعات غير الواقعية: سواء كانت ذاتية (من الذات) أو خارجية (من الآخرين)، يمكن لتلك التوقعات تؤدي إلى شعور بالإرهاق عند محاولة تلبيتها جميعا.
حلول ممكنة
- وضع الحدود: وضع توقيت واضح لبدء وإنتهاء العمل يومياً، وعدم الدخول في رسائل البريد الإلكتروني خارج تلك الفترة الزمنية.
- استخدام الأدوات والممارسات الصحية: مثل تقنيات التأمل والاسترخاء، وممارسة الرياضة بانتظام، والنوم الجيد.
- الدعم الاجتماعي: بناء شبكة دعم اجتماعية قوية داخل وخارج مكان العمل، والتي توفر المساندة والعون خلال فترات الضغط الشديد.
- التدريب والمراجعة المنتظمة: تعلم كيفية التعامل مع الضغوط الناجمة عن العمل وكيفية تحديد الأولويات بطريقة فعالة.
هذه الخطوات تساعد الأفراد والشركات على إعادة النظر في نماذج عملهم التقليدية وتحسين جودة حياة الموظفين وبالتالي زيادة إنتاجيتهم وتعزيز ثقافة عمل صحّية أكثر شمولاً واستدامة.