- صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
ملخص النقاش:في العصر الحديث الذي يتسم بالرقمنة والتكنولوجيا المتطورة، أصبحت الخطوط الفاصلة بين الحياة العملية والشخصية أكثر ضبابية. هذا التداخل ليس له تأثير فقط على الأشخاص الذين يعملون بعيداً عن مكان عملهم التقليدي، ولكن أيضاً حتى أولئك الذين يرتبطون مباشرة بمكان محدد للعمل. إن استخدام أدوات الاتصال الحديثة مثل البريد الإلكتروني والرسائل الفورية والمؤتمرات الفيديوية قد جعلنا متاحين للعمل على مدار الساعة. بينما توفر هذه الأدوات مرونة كبيرة وتسهل التواصل، فإنها يمكن أيضا أن تؤدي إلى حالة مستمرة من التوتر بسبب عدم وجود فصل واضح بين الأوقات الرسمية للأعمال وأوقات الراحة والاسترخاء.
لتحقيق التوازن الأمثل، ينبغي النظر في عدة جوانب. الأول هو تحديد حدود واضحة. وهذا يشمل وضع توقعات مع صاحب العمل أو الزملاء حول ساعات العمل الأساسية وأوقات الاستراحة. كما أنه يعني التعرف على القيمة الحقيقة للاستراحات وعدم الشعور بأن كل دقيقة غير منفقّة في العمل هي خسارة. ثانياً، يُفضل تطوير عادات صحية خارج نطاق العمل - سواء كان ذلك الرياضة، القراءة، الانشغال بأصدقاء وعائلة، أو أي هوايات شخصية أخرى. هذه الأنشطة تساهم في إعادة شحن الطاقة الذهنية والجسدية، مما يساعد في تحسين كفاءتك عند العودة إلى العمل.
بالإضافة إلى ذلك، قد يكون من المفيد تطبيق تقنيات لإدارة الوقت بشكل فعال داخل بيئة العمل نفسها. تتضمن بعض الطرق الجديرة بالملاحظة جدولة فترات زمنية تحدد فيها وقتًا للتوقف عن العمل واستخدام تطبيقات تمنع الوصول المؤقت للمراسلة أثناء ساعات الراحة الخاصة بك. أخيرا وليس آخراً، تشجيع الآخرين على فعل الشيء نفسه قد يخلق ثقافة عمل أفضل حيث يتم تقدير أهمية الصحة النفسية والعافية الشخصية.
بشكل عام، تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية في عصرنا الحالي يتطلب جهداً استراتيجياً. لكن النتائج – أقل مستوى من الضغط النفسي، المزيد من التركيز عند القيام بالأعمال، حياة اجتماعية أفضل - تستحق الجهد المبذول.