نيترات" السياسة والدين..
نافذة "بيروت"المهشمة https://t.co/qBkNl1DfPE
فوق ركام بيروت ،يتصاعد لهب الغضب ممزوجا برائحة الموت ودخان الأسئلة،بينما تتواصل عمليات التنقيب بحثا عن أحياء وعن ضوء في آخر النفق،ولكل عملية تنقيب قواعد فليس التنقيب فوق سطح الأرض كالتنقيب باختراق طبقاتها وصولا إلى عمق الطبقة الأخيرة حيث تنجلي الحقيقة و تسفر الأسئلة عن إجاباتها1
فوق سطح الأرض تنتشر عادة الإجابات السهلة السطحية بينما تقبع الحقيقة ببشاعتها في أعماق سحيقة لا يرغب أحد حتى الآن في بلوغها ، وحين يكون السؤال عن سر الحريق الذي سبق الانفجار ، لا بد من التنقيب في طبقة أكثر عمقا فالحريق اشتعل قبل الانفجار بكثير،2
كان ذلك عام 1975 حين اندلعت الحرب الأهلية اللبنانية ، لكن عند التنقيب في هذه الطبقة تظهر طبقة أخرى تضم المخزن الذي تم تكديس المتفجرات داخله ، فهي حقبة السبعينيات عنوان الاختيارات الخاطئة والمسارات الفاشلة التي أدت بالمنطقة كلها بعد ذلك إلى انفجارات متتالية مزقت الأوطان .
3
كانت "بيروت" ولا تزال تلك النافذة التاريخية العريقة التي تطل على البحر عبر زجاجها الملون الذي يخطف الأبصار بروعة تصميمه وأصالته ، لكن رقة ورهافة هذا الزجاج جعلته سهل الكسر ، وجعلت من "بيروت" المؤشر الواضح لحالة المنطقة كلها فدفعت بذلك الثمن الأفدح . 4