التابعون هم تلك الطبقة الرائعة من المسلمين الذين أتوا بعد عصر النبوة مباشرةً. لم يكن لهم الشرف باللقاء بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم شخصياً، ولكنهم كانوا محظوظين بما فيه الكفاية للتعلم مباشرةً من أصحابه الكرام. وهم أمثال: سعيد بن المسيب، عروة بن الزبير، الحسن البصري، مجاهد بن جبر، سعيد بن جبير، عكرمة مولى ابن عباس، ونافع مولى ابن عمر. هؤلاء الرجال الأبطال نقلوا علم الدين الإسلامي الأصيل إلى العالم بحماس وإخلاص كبيرين.
أما أتباع التابعين، فقد ولدوا وفارقوا الحياة خلال الفترة التي كانت فيها رؤية التابعين امتيازاً نادراً. ورغم عدم قدرتهم على مشاهدة الصحابة، إلا أنهم استطاعوا التعلم منهم بشكل غير مباشر عبر قصص وقراءات تتعلق بتعاليم الرسالة المحمدية. وبفضل هذا التدريس المتواصل، تمكن العديد من الشخصيات المؤثرة كالـ "الثوري"، "مالك"، "ربيعة"، "ابن هرمز"، "الحسن بن صالح"، "عبدالله بن الحسن" وغيرهم الكثير من تسليم الشعلة بثبات تجاه نشر تعاليم القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.
وفي حديث شهير لنبي الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم يقول: "خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم." هنا، القرون الثلاثة الأولى تشمل الصحابة والتابعين وأتباع التابعين على الترتيب؛ مما يعكس تقديس وتعظيم هذه المراحل التاريخية المهمة بالنسبة للإسلام. إنها فترة شهدت أكبر انتشار وانتشار لفهم صحيح للدين الإسلامي وتطبيق رسالة الوحي المنزل. ويذكر الشيخ ابن حجر أنه حتى عندما ظهرت بدع وخرافات مع مرور الوقت، ظل الأئمة والعلماء يحفظون العقيدة الأصلية بلا تغيير. إن دراسة حياة وتعاليم هؤلاء الأفراد ليست فقط تكريماً لتاريخنا الديني الغني ولكنه أيضاً مصدر إلهام مستمر لنا نحو طريق التقوى والإيمان.