• صاحب المنشور: لطفي الدين التونسي
  
  ملخص النقاش:
  في عصرنا الحالي، أصبحت المنتجات البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. من الكوب إلى الحقائب والأواني البلاستيكية وغيرها الكثير، يظهر هذا النوع من البلاستيك بكثرة في كل ركن من أركان العالم. بينما توفر الراحة والسهولة، إلا أنها تحمل عواقب بيئية خطيرة. هذه الدراسة ستستكشف التأثيرات البيئية لاستخدام البلاستيك ذي الاستعمال الواحد وتسعى لفهم مدى الضرر الذي يلحق بالبيئة والصحة العامة نتيجة لذلك.

التلوث البحري والكوارث البيئية:

إحدى أهم القضايا المرتبطة باستخدام البلاستيك ذو الاستعمال الواحد هي تلويث المحيطات. وفقاً لتقرير صدر عام 2016 عن منظمة الصندوق العالمي للحياة البرية, يوجد أكثر من 5 مليارات طن من النفايات البلاستيكية في البحر حالياً. حيث تتجه العديد من قطع البلاستيك الصغيرة نحو الأنهار والممرات المائية الداخلية ثم تجرف بواسطة التيارات العميقة إلى مسافات بعيدة عبر محيطات العالم. هذه المواد تدخل ضمن النظام الغذائي للمخلوقات البحرية مما يؤدي إلى تسممها وبالتالي تهديد سلسلة الغذاء بأكملها. بالإضافة إلى ذلك, يمكن لهذه القطع الصغيرة تشكل خطراً على الحياة البشرية عندما يتم استهلاك الأسماك أو المحار المصابين بها أثناء عملية الطهي غير المناسبة.

تأثير الاحتباس الحراري:

علاوة على الأثر الفوري للتلوث, فإن إنتاج واستخدام البلاستيك له أيضًا تأثيرات طويلة المدى مرتبطة بتغير المناخ. العملية الصناعية لإنتاج البلاستيك تعتمد بشكل كبير على الوقود الأحفوري مثل النفط وغاز الطبيعة، وهي عمليات تنتج غازات دفيئة تساهم في زيادة حرارة الأرض بدرجات ملحوظة. كما أن هضم بعض أنواع البلاستيك قد ينتج عنه بخار كربوني اضافي يدعم ظاهرة الانحباس الحراري العالمي.

الحلول المحتملة:

لتجنب هذه المخاطر المتزايدة، هناك حاجة لزيادة الوعي العام حول استخدام البلاستيك ذو الاستعمال الواحد واتخاذ إجراءات مجتمعية واسعة النطاق للتقليل منه. يمكن البدء بالترويج للاستبدال بهذه المواد بأنواع أخرى قابلة للتحلل الحيوي وأكثر صديقة للبيئة. كذلك، يمكن تطبيق نظام جديد لدفع رسوم مقابل استخدام منتجات بلاستيكية معينة وذلك بهدف تحفيز الناس على تقليله قدر المستطاع. أخيرا وليس آخرا، تعد التشريعات الحكومية والتقييم الدقيق للتكاليف والفوائد لاتخاذ قرار بشأن خفض كميات الإنتاج والاستخدام مهم للغاية لتحقيق هدف الحد من آثار كارثة البيئة الناجمة عن انتشار البلاستيك ذو الاستعمال الواحد.

هذه الخطوات ليست مجرد طرق لحماية عالمنا؛ إنها ضرورية لبقاء نوع الإنسان نفسه وبقية الأنواع الحية الأخرى فوق وجه الأرض لأجيال قادمة قادرة على العيش برفاهية وصحة جيدة بعيدا عن مخاطر الجراثيم ومسببات الأمراض التي قد تنجم مباشرة بسبب تراكم هذه النفايات السامة والنفيات المجهرية المهلكة لصحة جميع الكائنات الحية سواء كانت بشر أم حيوانات بحرية برية .