• صاحب المنشور: مولاي الأنصاري
  
  ملخص النقاش:
  

  في العصر الحديث الذي تشكل فيه التكنولوجيا جزءاً أساسياً من حياتنا اليومية، أصبح من اللازم دراسة تأثير هذه التقنيات المتزايد بسرعة على صحتهم النفسيّة للمستخدمين. بينما كانت الأجهزة الرقمية تُعتبر سابقاً أدوات مفيدة لتحسين الاتصال والعمل والإنتاجيّة, إلا أنها قد تؤدي أيضًا إلى مجموعة جديدة من المشاكل الصحية الذهنية والعاطفية. يُشير العديد من الخبراء إلى ظواهر مثل الإدمان الافتراضي, القلق الاجتماعي عبر الإنترنت, والأرق كأمثلة واضحة لهذا التأثير السلبي.

الإدمان الافتراضي هو أحد الآثار الأكثر انتشارًا لتطور التكنولوجيا الحديثة. يتضمن هذا الأمر القدرة غير الطبيعية للإنسان على الانخراط لساعات طويلة أمام الشاشات الإلكترونية, مما يؤثر سلبيًا على العلاقات الإنسانية الحقيقية والنوم الجيد وضبط الوقت المناسب للراحة والاسترخاء. وفقا لدراسات عديدة, فإن الأطفال والشباب هم أكثر الفئات عرضة لهذه الظاهرة بسبب طبيعتها الاستكشافية والتفاعلية التي تجذب الانتباه بشدة.

القضايا المرتبطة بالقلق

"التواصل عبر الشبكة"، وهو شكل جديد من التواصل الاجتماعي يتم بفضل الوسائط الاجتماعية المختلفة. رغم أنه يمكن أن يوفر شعوراً بالإشباع الاجتماعى لدى المستخدمين الذين يعانون عادة من مشاعر الوحدة أو الخجل الاجتماعى, إلا انه أيضا يزيد الضغط عليهم بسبب الحاجة المستمرة لإظهار صورة مثالية لأنفسهم ومراقبة رد فعل الآخرين عليها باستمرار. هذا الوضع غالبًا ما يؤدي للشعور بالعزلة حتى وإن كان الشخص متصل بإلكترونيًّا مع العالم الخارجي.

الأمراض ذات الصلة بالنوم

من المعروف الآن أن التعرض لأشعة البلازما المنبعثة من الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر اللوحية قبل النوم مباشرة يسبب اضطراب الساعة البيولوجية للجسم ويمكن أن يساهم في حدوث الأرق. بالإضافة لذلك, فقد تم رصد زيادة كبيرة في معدلات الأرق بين الأشخاص الذين يستخدمون وسائل الإعلام الرقمية بكثرة خلال فترة الليل.

هذه ليست قائمة كاملة بأوجه التأثير المحتملة للتكنولوجيا على الصحّة النفسية ولكنها توفر نظرة عامة مهمة حول بعض المواضيع الرئيسية ذات الصلة بهذا الموضوع. إن فهم كيفية توازن استخدام التكنولوجيا بطريقة تعزز رفاهيتنا الشخصية ضروري للحفاظ على نوعية حياة أفضل.