إرشادات مختارة لدعوات شهر رمضان المبارك: الوحدة والشمولية بدلاً من التقسيمات التعبدية

شهر رمضان الكريم ليس فقط وقتا لتقويم النفس وتعزيز الروابط الاجتماعية والإسلامية بين المؤمنين، ولكنه أيضًا فرصة ثمينة للتقرّب من الله عز وجل من خلال ال

شهر رمضان الكريم ليس فقط وقتا لتقويم النفس وتعزيز الروابط الاجتماعية والإسلامية بين المؤمنين، ولكنه أيضًا فرصة ثمينة للتقرّب من الله عز وجل من خلال الدعاء والاستغفار. ومع ذلك، فإن الفكرة القائلة بتقسيم الشهر إلى ثلث "رحمة"، وثلث "مغفرة"، وثالث "عتق من النار"، ليست ثابتة شرعاً. فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يحدد هذه الأقسام الثلاثة للمدة الزمنية داخل رمضان كما ورد في الحديث.

ووفقا لحديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي رواه أبو هريرة رضى الله عنه - كما ذكرته الفتوى الأصلية - عندما بدأ شهر رمضان، "فتحت أبواب الرَّحمَة وغلقَت أبواع جهنم وسلسل شيطان". وكذلك جاء في حديث آخر أنه "في أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن، وأغلقت أبواب النار، ولم يفتح منها باب." وقد صححه الألباني رحمه الله.

إذاً، كل يوم وليلة في رمضان يحمل نفس البركات والعطايا الدينية؛ فهو بحر من الخير والرحمات المغفرة والأمان من غضب الرب جل وعلا. لذلك، يمكن للمسلمين أن يستعينوا بكافة أنواع الدعاء والنوافل طوال أيام وليالي هذا الشهر العزيز حسب رغبتهم ومتطلبات قلوبهم وفق النبويات الأصيلة والدلائل القرآنية الكبرى. فليس هنالك حاجة لأشكال جديدة غير مثبتة للعبادة تستند على تقسيم زمني داخلي للشهر الكريم.

ومن الأدعية الرائعة المستحب قولها بشكل خاص خلال عشر الأواخر من رمضان نجد دعوة "اللهم إنك عفوا تحب العفو فأعف عني" والتي تشجع على طلب الغفران العظيم والخروج من دائرة الخطيئة نحو أرض السلام الآمنة تحت ظل kerim الرحمن الواسع. أما الجزء الأكبر المتبقي من الشهر، فإن المرء قادر تمام القدرة على اختيار أي نوع من الأدعية يقربه لنيل رضا وصلاح حاله أمام المولى القدوس سبحانه وتعالى. وبذلك يكون استخدام اللغة العربية البسيطة واضح المعاني وفائق الطلاقة والتطبيق العملي لهذه التعليمات الدينية المقدسة سهلا في فهم معنى عبادة الإسلام الحقيقية وتجليات فضائل عظيمة في الحياة اليومية وخارج حدود الوطن العربي أيضا.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات