- صاحب المنشور: إباء بن فارس
ملخص النقاش:لقد شهد العالم تحولات كبيرة خلال العقود الأخيرة فيما يتعلق بتوليد الطاقة واستخدامها. مع ازدياد الطلب العالمي على الكهرباء وانخفاض موارد الوقود التقليدية مثل النفط والفحم، أصبح التركيز الآن أكثر على الطاقة المتجددة كحل طويل الأجل. هذا التحول ليس مجرد تغيير في مصدر القوة؛ بل هو عملية شاملة تتطلب تطوير تكنولوجيات جديدة ومبتكرة يمكنها تحقيق الاستدامة البيئية مع تلبية الاحتياجات الاقتصادية والاجتماعية.
تعد التكنولوجيا الحديثة أحد أهم العوامل الداعمة لهذا الانتقال نحو مستقبل للطاقة أكثر استدامة. تُظهر العديد من البلدان تقدمًا ملحوظًا في استخدام الطاقة الشمسية والرياح وطاقة المياه وغيرها من أشكال الطاقات المتجددة. ففي ألمانيا، مثلاً، يشكل توليد الكهرباء عبر الرياح حوالي 26% من مجموع الإنتاج الوطني بحلول عام 2019 وفقاً لبيانات وكالة الطاقة الدولية. كما تعزز الصين أيضاً مكانتها كأكبر منتج لتوربينات الرياح والشمسية عالمياً.
التحديات والفرص
مع ذلك، فإن هذه الرحلة ليست خالية تماما من الصعوبات. واحدة من أكبر التحديات هي تكلفة بناء وبناء وصيانة البنية التحتية اللازمة لهذه الأنواع الجديدة من محطات الطاقة مقارنة بالمحطات التي تعمل بالوقود الأحفوري والتي كانت قائمة بالفعل لفترة طويلة نسبياً. بالإضافة إلى ذلك، هناك حاجة ماسة لتحسين القدرة التخزينية لتلك الطاقات غير الثابتة كالطاقة الشمسية والرياح مما يضمن توفر الطاقة حتى عند انخفاض الإنتاج الطبيعي لها بسبب الظروف الجوية أو الليل أثناء فصل الشتاء.
بالرغم من هذه التحديات، إلا أنها فرصة هائلة للاختراع والإبداع العلمي. حيث تساهم البحث والتطوير المستمران في تقليل تكلفة إنتاج وتنفيذ المشاريع المرتبطة بالطاقات البديلة وتحسين فعاليتها وربحية اقتصاداتها المحلية. وفي الوقت نفسه، تعد الاستثمارات الكبيرة ضرورية لدعم هذا الانتقال ومنحه زخمًا مطلوبًا للتغلب على أي عقبات محتملة قد تظهر أمام طريق الاستدامة الذي نسعى إليه جميعاً.