- صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
ملخص النقاش:
تحولت وسائل التواصل الاجتماعي إلى جزء لا يتجزأ من الحياة اليومية للكثيرين حول العالم. رغم الفوائد العديدة لهذه المنصات التي تشمل سهولة الاتصال والتواصل مع الآخرين وتحقيق التفاعل الثقافي والفكري، فإن هناك جانب مظلم يرتبط باستخدام هذه الوسائل وهو تأثيرها المحتمل على الصحة النفسية للأفراد. هذا المقال سيستكشف تأثيرات وسائل التواصل الاجتماعي على الجانب النفسي للإنسان استناداً إلى الأبحاث الأخيرة والدراسات العلمية المتخصصة.
زيادة الاكتئاب والقلق
تشير العديد من الدراسات إلى وجود علاقة بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل زائد ومعدلات أعلى من حالات القلق والاكتئاب. قد يعزى ذلك جزئيًا إلى المقارنة الدائمة مع حياة الآخرين والتي غالبًا ما يتم تقديمها بطريقة مثالية وغير حقيقية عبر الإنترنت. وفقًا لدراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا بيركلي، فإن قضاء وقت أكبر على مواقع مثل Facebook يمكن أن يؤدي إلى تراجع الرفاهية العاطفية وانخفاض مستويات السعادة لدى الأفراد. بالإضافة إلى ذلك، فقد ثبت أيضًا أن التعرض المستمر للمحتوى السلبي والإساءة اللفظية عبر الشبكات الاجتماعية يساهم في ظهور الأعراض المرتبطة بالاضطراب النفسي.
الضغط الاجتماعي والأداء الأكاديمي/العمل
يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي أن تخلق شعورًا مستمرًا بالضغط الاجتماعي نتيجة للمعايير المجتمعية الرقمية. حيث يشعر بعض المستخدمين بأنهم مضطرون لمواكبة اتجاهات أو توقعات محددة للحفاظ على مكانتهم داخل شبكة تفاعلهم الإلكترونية. وقد أثبتت الدراسات ارتباط هذه الظاهرة بانخفاض الأداء الأكاديمي وتعطيل عملية العمل بسبب الانشغال الزائد بوسائل الإعلام الاجتماعية. فعلى سبيل المثال، وجدت إحدى التحليلات الكلية لتأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الطلاب الجامعيين تطابقًا ذو دلالة إحصائية بين الاستخدام المكثف وتراجع الدرجات الدراسية.
الآثار الإيجابية المحتملة
على الرغم من الغالبية المؤثرة السلبية، إلا أنه ينبغي الاعتراف بأن وسائل التواصل الاجتماعي تحمل فوائد نفسية محتملة كذلك. فهي توفر فرص دعم مجتمعي كبير ومتنوع، مما يساعد الأشخاص الذين يواجهون عزلة اجتماعية أو تحديات صحية عقلية. كما أنها مصدر مهم للتوعية بشأن الأمراض الذهنية والقضايا ذات الصلة وكسر الحواجز المفروضة حول موضوع الصحة النفسية. فضلاً عن كونها أدوات تعليمية وتربوية مؤثرة للغاية عندما تستغل بشكل صحيح.
الخلاصة والنصائح العملية
في حين أن التأثير العام لوسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية يبدو غير مواتٍ نسبيًا، يمكن تقليل المخاطر المرتبطة بها باتباع نهج مدروس لاستخدام هذه التقنيات. إن وضع حدود واضحة لحجم الوقت الذي يقضيه الشخص عليها واتخاذ قرارات استراتيجية فيما يتعلق بالمحتوى المرغوب فيه والمشارك فيه عامل رئيسيان لتحسين تجربة المستخدم العامة والحفاظ على رفاهيته. أيضًا، يُشدد هنا على ضرورة البحث عن مساعدة متخصصة عند الشعور بصعوبات مرتبطة باستعمال الشبكات الاجتماعية باعتبارها مشكلة خطيرة تستحق المعالجة الجادة.