• صاحب المنشور: ذاكر الشرقاوي
  
  ملخص النقاش:
  

  لقد أثارت الثورة الرقمية العديد من التحولات الجذرية عبر مختلف القطاعات الاقتصادية حول العالم. ومن بين هذه القطاعات التي شهدت تغييراً كبيراً هي السوق المالية العالمية. مع تزايد اعتماد تكنولوجيا الذكاء الصناعي (AI)، ظهرت فرص جديدة وتحديات فريدة للمستثمرين والمتخصصين في مجال التمويل. سنستعرض هنا كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يشكل مستقبلاً جديداً للسوق المالية.

الفرص المتاحة

تحسين القرار الاستثماري:

يستطيع الذكاء الاصطناعي التعامل مع كم هائل من البيانات بسرعة مذهلة وبشكل أكثر دقة مقارنة بالإنسان. وهذا يعني أنه قادر على تقديم رؤى واستراتيجيات استثمارية دقيقة بناءً على الأنماط التاريخية والمؤشرات الحالية. هذا يمكن المستثمرين من اتخاذ قرارات أفضل وأكثر استنارة بشأن استثماراتهم.

التنفيذ الآلي للتداول:

يمكن لروبوتات التداول المدعومة بالذكاء الاصطناعي القيام بمهام مثل وضع أوامر البيع والشراء بطريقة آلية عندما يصل السعر إلى مستوى محدد مسبقا. هذا يقلل من الوقت اللازم لاتخاذ القرار ويمنع التأثيرات العاطفية المحتملة التي قد تؤثر على جودة عملية صنع القرار لدى البشر.

الكشف المبكر عن الاحتيال والاستغلال الداخلي:

باستخدام خوارزميات التعلم الآلي، يستطيع الذكاء الاصطناعي تحديد الأنشطة المشبوهة داخل النظام المالي بكفاءة عالية ومراقبتها قبل حدوث أي ضرر كبير. يساعد ذلك في حماية مصالح الشركات والأفراد الذين يعملون ضمن بيئة سوق المال الافتراضية.

التحديات التي تواجهها

الاعتماد الزائد على التقنية:

إذا اعتمدت الأسواق المالية بشكل كامل على تقنية الذكاء الاصطناعي، فقد يؤدي ذلك إلى مخاطر كبيرة مرتبطة بعيوب البرامج البرمجية وأخطائها الفادحة. كما أن فشل الخوادم المركزية لتخزين بيانات العملاء والحسابات التجارية يمكن أن يعرض هؤلاء الأفراد لمخاطر غير متوقعة وفقدان ثقة الجمهور العام.

العدالة والمساواة العرقية والجندرية:

إن مشكلة عدم تكافؤ الفرص واضحة ولا تزال قائمة حتى اليوم فيما يتعلق بالأجناس المختلفة والعصور المختلفة أيضًا. إن استخدام نماذج تعليم عميقة مدربة باستخدام مجموعات بيانات غير تمثل جميع الأشخاص بنسبة عادلة قد يؤدي إلى نتائج متحيزة وغير عادلة عند تطبيق تلك النماذج على عمليات اتخاذ القرار الحرجة المرتبطة بسوق المال العالمي.

خصوصية البيانات الشخصية وأمانها:

يتم جمع الكثير من المعلومات الخاصة بالمستهلك طوال حياتنا اليومية والتي يتم استخدامها لتحليل سلوكيات مشترياتنا واتجاهات تصرفات الآخرين مما يسمح للشركات بتقديم توصيات شخصية أكثر دقة ولكن هل نحن مرتاحون لهذا الأمر؟ وماذا لو تعرضت هذه المعلومات المسروقة للاستغلال التجاري الشخصي الضار؟ وهذه تحديات أخرى ينبغي النظر إليها بعناية وضمان حلول مناسبة لحمايتها ضد الاعتداء الإلكتروني وتعزيز ثقافة أخلاقيات المهنة والقانون الجديد الخاص بحماية الحقوق الرقمية والثقة العامة عبر الإنترنت عالمياً!