• صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
  
  ملخص النقاش:
  في عصرنا الحالي، أصبحت التكنولوجيا الرقمية جزءاً أساسياً من حياتنا اليومية، ولا يخلو مجال من تأثيرها. ومن بين القطاعات التي شهدت تحولاً كبيراً بسبب هذه الثورة هي قطاع التعليم. فمع انتشار الحواسيب والأجهزة اللوحية والتطبيقات الذكية، أصبح بإمكان الطلاب الوصول إلى كم هائل من المعلومات والموارد التعليمية بطريقة أكثر سهولة وكفاءة.

يستعرض هذا المقال كيف غيرت التقنيات الرقمية وجه التعليم، مما أدى لتغيير طرق التدريس واستيعاب المعرفة لدى المتعلمين. سنستعرض هنا بعض الفوائد الرئيسية للتكنولوجيا في التعليم ونناقش تحديات تطبيقها أيضًا.

**الفوائد**:

1. زيادة فرص التعلم العام: توفر المنصات الإلكترونية مثل كورسيرا ويوتيوب وموسوعة ويكيبيديا موارد تعليمية غنية ومتنوعة تغطي جميع المجالات العلمية والثقافية تقريباً. يمكن للطلاب اختيار المواضيع حسب اهتماماتهم الشخصية والاستفادة منها خارج نطاق الروتين الأكاديمي الرسمي.

1. تفاعلية عالية: تتيح الأدوات الرقمية تجربة تعلم ديناميكية وتفاعلية أكثر مقارنة بالطرق التقليدية للدروس الصفية. تُمكن الوسائط المتعددة المستخدمين من الاستماع ورؤية المحتوى المرئي والحركي الذي يسهل فهم المفاهيم المعقدة.

1. مرونة المكان والزمان: تمكّن البيئة الإلكترونية العاملين والطلاب من تلقي الدورات عبر الإنترنت بدون قيود مكانية أو زمنية محددة. وهذا مفيد للأفراد الذين لديهم جداول أعمال مشغولة أو لأسباب شخصية أخرى قد تعوق حضور دروس مادية منتظمة.

1. ملائمة خاصة لفئات معينة: هناك العديد من البرامج المصممة خصيصًا لاحتياجات طلاب ذوي احتياجات خاصة وباحثين عن خدمات مساعدة معرفية إضافية. فعلى سبيل المثال، توجد أدوات ترجمة صوتية مكتوبة تساعد المكفوفين وأخرى مصممة لمساعدة الأطفال ذوي اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أثناء القراءة.

**التحديات والتوجهات المستقبلية**:

على الرغم من فوائدها الواضحة، إلا أنه ينطبق على استخدام التكنولوجيا في التعليم عددٌ من المخاوف الجديرة بالملاحظة. فيما يلي أهم تلك المحاور:

1. الوصول إلى الشبكة العنكبوتية: يتطلب الاعتماد الكبير على الجانب الإلكتروني وجود اتصالات إنترنت موثوق بها وبسرعات مناسبة. وفي العديد من المجتمعات ذات المرافق الأساسية الفقيرة، يعد ذلك قضية رئيسية أمام تحقيق المساواة في حق الحصول على المعلومة والمعرفة.

1. مهارات رقمية ضعيفة: يشير الخبير التربوي جون باتريك جريجان إلى زيادة نسبة الشباب القادرين على تشغيل الألعاب الإلكترونية بسرعة لكن يعجزون عن كتابة رسائل إلكترونية واضحة وصحيحة نحويًا [1]. ولذلك فإن بناء ثقافة تكنولوجية مدروسة تتضمن المهارات اللازمة لاستخدام وسائل الإعلام الرقمية بأمان إنتاج هو خطوة ضرورية للمضي قدمًا نحو نظام تعليم رقمي شامل.

1. مصادر متاحة وغير قابلة للتحقق: إذ يُسلِّم العالم الآن بمجموعة واسعة من المعلومات المفتوحة المصدر والتي تحمل درجة متفاوتة من الجودة والتحقق. لذا تعد ممارسة التحليل النقدي حاسمة لحماية المستهلك المعرفي ضد محتوى مضلل أو مغرض.

**خاتمة**:

تساهم التكنولوجيا بلا شك بتقديم حلول مبتكرة لتحسين جودة العملية التعليمية وتحويل طريقة تقديم الخدمات التعليمية عموماً. ومع استمرار تطوير الحلول الجديدة واستكشاف آفاق جديدة للاستخدام الدقيق لميكانيكيـات العمليات الواقعية المتعددة، ستنمو الفرص الخاصة بعالم تعليم قائم على التكنولوجيا. ومع إدراك مزاياها وقبول محدوديتها جنبا إلى جنب مع مواجهة مخاطرها بشجاعة، يستطيع الأفراد والمؤسسات التعليمية العمل سوياً لتسخير قوة التقنيات الرقمية لصالح تحقيق نتائج أكاديمية أفضل لكافة شرائح المجتمع.

[1] J. P. Griggian, "The Future of Education", Phi Delta Kappan, vol.98, no.6, pp.73-79, 2017.