- صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
ملخص النقاش:
في ظل الجائحة العالمية التي فرضتها جائحة كوفيد-19، أصبح التوازن بين الحياة الأسرية والحياة العملية مهمة شاقة بشكل غير مسبوق. هذه الفترة الاستثنائية قد أثرت على كل جوانب حياتنا تقريباً، مما يجعل الحفاظ على علاقة متوازنة مع الأسرة بينما تحاول تلبية الالتزامات الوظيفية أمرًا بالغ التعقيد. هذا المقال يستكشف بعض التحديات الرئيسية وكيف يمكن للأفراد والأسر والمؤسسات التعامل معها لتحقيق توازن أكثر فعالية.
التغييرات المفاجئة في الروتين اليومي وتأثيرها على الصحة النفسية
كان أحد أكبر التحديات التي واجهت الأفراد هو التحول الفجائي للروتين اليومي. العمل من المنزل، التعليم عن بعد، والإجراءات الصحية الاحترازية مثل حظر التجول والتباعد الاجتماعي أدى إلى تغيير جذري في الطريقة التي نعيش بها حياتنا. وقد زاد الضغط النفسي نتيجة لهذا التحول الشديد، حيث يشعر العديد بأنهم مطالبون بتقديم أداء عالي في مكان عملهم وفي نفس الوقت يتعاملون مع مسؤوليات أسرية محددة. التقارير الأخيرة تشير إلى زيادة حالات القلق والكآبة بسبب هذه الظروف غير المعتادة [1].
تأثير الأطفال على الإنتاجية والدعم المنزلي
مع اقتصار التعليم على منصة الإنترنت، غالباً ما يجد الآباء أنفسهم مرشدين ومدرسين لأطفالهم أيضاً. هذا الأمر ليس فقط يؤثر على ساعات عملهم ولكن أيضا يؤدي إلى شعور بالإرهاق المستمر. بالإضافة لذلك، فإن كون الأطفال بالحالة الدائمة في المنزل يمكن أن يحول التركيز بعيدا عن الأعمال المهنية ويسبب انخفاضاً في الإنتاجية. كما أنه يعكس حاجة ملحة لدعم أكبر داخل البيوت لتوزيع المسؤوليات ومتابعة الأمور المتعلقة بالأطفال.
دور المؤسسات وأصحاب العمل في دعم موظفيهم خلال هذه الفترة
على الرغم من صعوباتها، فإن هذه الفترة توفر فرصة قيمة للمؤسسات لإظهار تعاطفها مع الموظفين. تقديم سياسات المرونة في وقت العمل أو حتى العمل الجزئي غير التقليدي يمكن أن يساعد في تحقيق التوازن الأكثر فاعلية. كذلك، توفير التدريب حول كيفية التعامل مع التوتر والضغط الناجم عن الوضع الحالي يمكن أن يساهم بشكل كبير في رفاهية الموظفين. أخيرا وليس آخرا، التشجيع على التواصل المفتوح داخل الفريق والتواصل المنتظم مع الرؤساء يدعم الشعور بأهمية الموظف وبالتالي يخفض مستوى التوتر المرتبط بمشاركة العمليات المنزلية والمهنية.
استراتيجيات فردية للتغلب على التحديات والاستمرار في التوازن
بالنسبة للأفراد الذين يكافحون للحفاظ على توازن صحتهم النفسية، هناك عدة استراتيجيات مفيدة. الأول منها تنظيم الجدول الزمني بطريقة تسمح باستخدام الوقت بنشاط. ثانياً، تحديد حدود واضحة بين المساحات الشخصية والمساحات الخاصة بالعمل يمكن أن يساعد كثيرًا. أخيرا وليس آخراً، البحث عن الدعم الخارجي سواء كان ذلك عبر مجموعات الدعم المجتمعي أو الخدمات الاستشارية المحترفة يمكن أن يوفر راحة كبيرة.
ختامًا، إن عملية إعادة بناء العلاقات المعقدة بين الأسرة والعمل تحت ظلال جائحة كوفيد-19 هي رحلة مليئة بالتحديات ولكنها قابلة للإدارة إذا تم اتباع نهج شامل يأخذ في الاعتبار احتياجات الأفراد والعائلات والشركات على حد سواء.
مراجع:
[1] منظمة الصحة العالمية، "تأثيرات فيروس كورونا الجديد (COVID-19) على الصحة النفسية"، URL_0