• صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
  
  ملخص النقاش:
  التأثيرات العميقة للتكنولوجيا الحديثة على جوانب الحياة البشرية تشمل الصحة النفسية أيضًا. مع انتشار الهواتف الذكية والأجهزة الإلكترونية الأخرى، أصبحنا أكثر ارتباطاً بالشبكة العنكبوتية مما أدى إلى ظواهر جديدة مثل "القلق الرقمي" و"الاكتئاب الافتراضي". يشير مصطلح القلق الرقمي إلى حالة من الخوف أو القلق المرتبط بفقدان الاتصال بشبكات التواصل الاجتماعي والتطبيقات الهاتفية. هذا النوع من القلق يمكن أن يؤدي إلى زيادة مستويات التوتر والإجهاد لدى البعض.

من ناحية أخرى، الاكتئاب الافتراضي هو اضطراب نفسي يتميز بالحزن المستمر وفقدان الاهتمام الذي يرتبط بكثرة استخدام الوسائط الرقمية. قد يتسبب بقضاء وقت طويل أمام الشاشات في الشعور بالعزلة الاجتماعية وعدم القدرة على التعامل بشكل فعال مع المشاعر الحقيقية خارج العالم الافتراضي. العديد من الدراسات العلمية ربطت بين الاستخدام المكثف للأجهزة الرقمية ومستويات أعلى من الأعراض المرتبطة بالاكتئاب والشعور بعدم الراحة العامة.

لذلك، هناك حاجة متزايدة لفهم هذه الظواهر الجديدة واتخاذ الخطوات اللازمة لتخفيف تأثيرها السلبي على الصحة النفسية. ينبغي تشجيع الأشخاص على وضع حدود للاستخدام الرقمي وإيجاد توازن صحّي بين العالمين الواقعي والرقمي للحفاظ على سلامتهم الذهنية والعاطفية. ببساطة، بينما تقدم التقنيات العديد من الفوائد، فهي تتطلب أيضاً اهتمامنا بحماية صحتنا النفسية وسط هذه الثورة الرقمية المتسارعة.