قبل وبعد

لا أنسى حالي في بداية حجابي، لا أنسى مشاعري عندما أجتمع بصديقاتي غير المحجبات المهتمات بالموضة والأناقة وأنا ملتزمة بحجابي وعدم إظهار زينتي..

كان ينتابني شعور بالدونية أني أقل منهن. كنت في قرارة نفسي أتمنى أن ألبس مثلهن وأن أسمح لشعري أن يتطاير على أكتافي، وأن أضع أحمر الشفاه والكحل في عيني، وأن أبرز جمالي وأرى عيون الناس منبهرة بي مثلما تنبهر بصديقاتي!

استمرت هذه الحال وهذه المشاعر عندي إلى أن يسر الله لي سماع حلقات عن أسماء الله الحسنى..

تعلمت الكثير من أسماء الله، منها: العزيز والقدير والشكور والجميل.

فُتحت لي بعدها أبواب العلم وبدأت أنهل منه، وأحفظ كلام الله وأتدبر آياته، وأقرأ حديث نبيه وأتعلم أكثر.

استمددت منه عزة عجيبة، فانقلبت الموازين في عيني.

بدأت أشعر بنعمة ما أنا عليه، أشعر أن علي إخبار الجميع أني امراة مسلمة عزيزة مفتخرة بدينها سعيدة بما اصطفاها ربها به، بينما غيرها يغرق في الشهوات والتفاهة والضياع ...

تنظر لمن كانت منبهرة بهن نظرة شفقة، نظرة أن لو تعلموا ما أنا فيه من نعيم ومن اعتزاز وفخر

أنا أمة لله ملتزمة بأمره محافظة على عفتي وطهارتي وستري ابتغاء مرضاته وأنتظر الثواب منه في الآخرة.