في الإسلام، عقيدة الثبات على الله هي أساس حياة المؤمن. كل تصرف نقوم به، سواء كان ذلك بإرادتنا أو بدونها، يتم تسجيله وتوثيقه بدقة من قبل الله سبحانه وتعالى. لا يوجد سر يمكن إخفاؤه عن عين الرقيب الرباني.

كما ذكر القرآن الكريم عدة مرات، فإن الله يعلم ويتابع كل تفاصيل حياتنا، بما فيها أفكارنا وأفعـالنا. يقول القرآن في سورة القمر: "(وما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد)" [القمر: 18]. وهذا يشمل ليس فقط كلماتنا المنطوقة ولكن أيضًا نوايانا وأفعالنا المكتوبة.

يشرح علماء الدين مثل ابن حزم وابن رجب وتعليق الشيخ ابن عثيمين أن الكتب التي تحمل أسرار العالم والمجهود الذي يبذلونه ليست مجرد افتراضات ولكنه حق ثابت حسب الآيات القرانية المختلفة. الأمثلة تشمل الآيتين التالية من سور يونس والزخرع:

"(وما تكونون فيه من سرٍّ ولا جهرٍ إلا قد كتبناه...)" [يونس: 61]

"(أم يحسبون أن لا نسمع سراهم وجهرهم؟..." [الزخرف: 80]

هذه الأحاديث تؤكد بأن جميع الأعمال - مهما كانت صغيرة أو كبيرة - تحت رقابة الله. هذا التحذير يدعونا للاعتبار والتدبر، حيث يجب علينا دائماً أن نتبع تعليماته ونمتنع عن مخالفته.

لذلك، عندما تقوم بكتابة شيء ما، اعلم أنها ستكون جزءاً مما سوف يتم حساب عليك يوم الحساب. لذا، دع ما تكتبه يكون مدعاة للسعادة عند رؤيته أمامك يوم القيامة وفق قول أبي عبد الرحمن محمد بن سعيد بن قتيبة الدينوري.