- صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
ملخص النقاش:في ظل الثورة الرقمية الحالية، أصبح العالم أكثر تفاعلاً وترابطاً مما كان عليه من قبل. ومع ذلك، بينما تساهم التقنيات الجديدة في تعزيز كفاءة العملية التعليمية وإتاحتها لعدد أكبر من الأفراد حول الكوكب، فإنها تثير أيضاً نقاشاً عميقاً حول كيفية دمج هذه الأدوات الحديثة مع القيم والمبادئ الإسلامية. يحمل هذا التوازن بين استخدام التكنولوجيا والاحتفاظ بالتراث الثقافي والديني العديد من التحديات الفريدة التي تشكل مشهد التعليم المستقبلي في المجتمعات الإسلامية.
من جهة، توفر التكنولوجيا فرصًا هائلة لتطوير طرق تدريس مبتكرة وجذابة يمكن أن تجذب الطلاب وتحفز التعلم الذاتي. الأنظمة الافتراضية الواقعية (VR)، وأجهزة المحاكاة العلمية، ومنصات التعلم عبر الإنترنت مثل MOOCs، كلها أمثلة على كيف يمكن للتكنولوجيا تحويل الشكل التقليدي للتعليم. ولكن عند النظر إلى الجانب الآخر من الصورة، هناك المخاوف بشأن تأثير المحتوى غير المناسب الذي قد يواجهه المستخدمون أثناء استعمالهم لهذه الوسائل الإلكترونية.
تحديات
- محتوى غير مناسب: أحد أهم التحديات هو ضمان عدم تعرض الطلاب للمعلومات أو الرسائل المتعارضة مع الأخلاق والقيم الإسلامية.
- الصحة النفسية: الاستخدام المكثف للأجهزة الرقمية له تأثيرات محتملة على الصحة العقلية والعاطفية للطلاب إذا لم يتم التحكم فيه بشكل صحيح.
- الاعتماد الزائد: هناك خطر كبير بأن يتحول الاعتماد على التكنولوجيا إلى شكل جديد من أشكال الاعتماد العقلي، مما يؤثر في النهاية على قدرتهم على التفكير النقدي والاستقلال الذاتي المعرفي.
الممكنات
- إمكانية الوصول: تمكن التقنيات الحديثة الكثيرين ممن كانوا محرومين سابقًا من الوصول إلى التعليم بسبب القيود الجغرافية أو الاجتماعية أو الاقتصادية.
- التخصيص الشخصي: تتيح البرامج والأدوات الرقمية التدريس المصمم خصيصًا بناءً على احتياجات وقدرات كل طالب.
- الدعم المستمر: تقدم المنصات الرقمية خيارات للدروس الذاتية والمصادر التعليمية المتاحة طوال اليوم وطيلة السنة الدراسية بأكملها.
للتغلب على هذه التحديات والاستفادة القصوى من الممكنات، يستوجب الأمر تحديد سياسات واضحة وبنية تحتية متينة لاستخدام تكنولوجيات المعلومات والمعرفة بطريقة مسؤولة وقائمة على المبادئ الدينية والثقافية. إن تحقيق توازن بين التقدم التكنولوجي والحفاظ على الهوية الإسلامية لن يكون مهمته سهلة ولكنه أمر ضروري لبناء نظام تعليمي مستدام ومتكامل في الشرق الأوسط والعالم العربي والإسلامي عامة.