في الإسلام، يحتل المصحف مكانة خاصة حيث يعدّ تعظيم شعائر الله أمرًا ضروريًا كما ورد في القرآن الكريم. بناءً على هذا، اتفق علماء الدين على أهمية الحفاظ على المصحف وعدم تعرضه لأي اهانة أو ابتذال. لذلك فإن التعامل بعناية مع المصاحف وتقديسها هو جزء أساسي من التزامات المسلم.
أما فيما يتعلق بوضع الكتب فوق المصاحف، فقد ذكر العلماء بعض القواعد الواضحة: أولاً، يمكن وضع مصحف آخر فوق مصحف دون أي مخالفة شرعية. ولكن عندما يأتي الأمر إلى وضع كتب أخرى غير المصاحف فوق المصاحف، هنا تنصح النصوص الشرعية بتجنب هذه الممارسة لما فيها من احتمالات لتحقير المصحف.
يشدد الفقهاء مثل الحكيم الترمذي والبيهقي على ضرورة عدم ترك المصحف مكشوفًا تحت أثقال الآخرين، سواء كانت كتبا أو ملابس. هدفهم الرئيسي هو التأكيد على قيمة وحرمة المصحف التي يجب أن تكون دائمًا أعلى وأعلى مستوى بين جميع الأشياء الأخرى.
ويضيف الشيخ عبد الكريم الخضير فهمًا عميقًا لهذا الموضوع قائلاً إن القرآن الكريم كلام الله تعالى ويستحق كل احترام. إنه يحذر بشدة من الاستخفاف بالقرآن لأنه يعبر عن عدم تقدير لقائل القرآن نفسه وهو الله عز وجل. بالتالي، توضعه تحت كتب أخرى أو أشياء أخرى ليس بالأمر الطيب وفق الشريعة الإسلامية إلا إذا تم بطريقة تخفض من قدر المصحف وتعريه للاستهزاء بهما سوياً وهذا شيء محرم بلا شك.
إذا نظرنا للأمر بشكل عام، فالاستخدام الغير صحيح للمصاحف بما يؤدي لاستيفها قد ينتج عنه عقوبات خطيرة حسب العقيدة الإسلامية المتشددة تجاه غلو وآيات الكتاب المقدس العزيز. وبالتالي، عند التعامل مع المصاحف، يجب دائماً مراعاتها باحترام شديد واتباع التعليمات الشرعية لدينا للحفاظ على قدسية ونقاء كتاب الله سبحانه وتعالى.