- صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
ملخص النقاش:في عالم يتسارع فيه التطور التكنولوجي بوتيرة غير مسبوقة، أصبح دور التكنولوجيا في التعليم موضوعاً رئيسياً للنقاش. فمن جهة، توفر الأدوات الرقمية فرصًا جديدة لتوصيل المعرفة وتسهيل الوصول إليها، مما يمكن الطلاب من التعلم بمعدلات أسرع وأكثر كفاءة. ومن جهة أخرى، تثير هذه الثورة التقنية مخاوف حول تأثيرها على العملية التربوية التقليدية وقيم الثقافة المحلية والتقاليد المجتمعية.
الابتكار التكنولوجي، مثل استخدام الذكاء الصناعي في تقديم الدروس الشخصية والعروض الواقع الافتراضي لزيارة المواقع التاريخية، يوفر تجارب تعليمية جديدة ومثيرة للاهتمام. ولكن هناك اعتراضات بشأن فقدان القيمة الإنسانية للتفاعل وجهاً لوجه بين المعلمين والمتعلمين، وكذلك المخاوف المتعلقة بالخصوصية والأمان عند مشاركة البيانات عبر الإنترنت.
الحفاظ على التوازن
يتمثل أحد أهم الأمور في تحقيق توازن بين الاستخدام الفعال للتكنولوجيا والحفاظ على الجوانب الأساسية للتعليم التي يتميز بها النظام التعليمي العربي والإسلامي. هذا يعني دعم المهارات الاجتماعية والثقافية، تشجيع التفكير الناقد وليس الاعتماد الكلي على المعلومات الآلية، وتعزيز الروابط العائلية والمجتمعية التي تعتبر جزءا أساسيا من الهوية العربية الإسلامية.
دور المعلم في عصر رقمي
لا ينبغي اعتبار المعلم مجرد "وسيط" للمواد التعليمية بل كمرشد معرفي وفكري. دور المعلم يبقى حاسما في توجيه الطالب نحو فهم عميق للقضايا المعقدة وتنمية قدراته الذاتية والاستقلالية العقلية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن الاستفادة من خبرات المعلمين في تصميم المناهج التعليمية المرنة باستخدام الوسائط الرقمية بطرق مثمرة ومبتكرة.
بشكل عام، بينما تقدم التكنولوجيا الكثير من الإمكانيات الجديدة للتعليم، إلا أنها تتطلب نهجا مدروسا ومتوازنا للحفاظ على روح وثقافة التعليم التقليدي مع استغلال مزايا العالم الرقمي الحديث.