الحمد لله، أول ما عُرف أن النبي صلى الله عليه وسلم تكلم به ووصى به الناس عند وصوله إلى المدينة هو قوله: "يا أيها الناس، أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام". هذا ما رواه الترمذي (2485) وابن ماجة (1334) عن عبد الله بن سلام رضي الله عنه.

عندما قدم النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، انجفل الناس إليه مسرعين. روى عبد الله بن سلام أنه كان من بين الذين ذهبوا لرؤية النبي صلى الله عليه وسلم. وعندما تأمل وجهه، عرف أن وجهه ليس بوجه كذاب. وكان أول ما سمعه من كلام النبي صلى الله عليه وسلم هو هذه الوصية المباركة.

هذه الوصية تعكس أهمية نشر السلام والإحسان في المجتمع الإسلامي. فالنبي صلى الله عليه وسلم حث على إفشاء السلام، الذي يعم الجميع دون تمييز، مما يعزز الوحدة والتآلف بين الناس. كما شجع على إطعام الطعام، الذي يعتبر قوام الأبدان، مما يعكس أهمية العناية بالجسد والروح. بالإضافة إلى ذلك، حث على الصلاة بالليل والناس نيام، مما يدل على أهمية العبادة والتقرب إلى الله في أوقات الهدوء والسكينة.

هذه الوصية المباركة تشير إلى أن دخول الجنة يكون بسلام، أي بالطاعة والتقوى والابتعاد عن المعاصي. إنها دعوة للناس إلى اتباع طريق الخير والبر والإحسان، مما يؤدي إلى تحقيق السعادة في الدنيا والآخرة.