تعيش الكثير من النساء الإسلاميات مثل حالتك، حيث يشعرن بالتقلبات العاطفية المختلفة بعد وفاة أحبائهن، خاصة الآباء الذين تربطهن بهم روابط عميقة. رغم معرفتك العميقة بمبادئ الصبر وردود الفعل تجاه المحن، إلا أنك تبحثين عن فهم أعمق لكيفية التعايش مع هذه المشاعر المتناقضة.
الصراحة، ليست حالة الحزن الشديد والتي تعتريك أحياناً تنافي الصبر. إنه رد فعل طبيعي للشخص الذي يفقد شخص عزيز عليه. ولكن الأمر المهم هو كيفية إدارة هذه المشاعر بطرق صحية ومقبولة شرعاً. إليك بعض النصائح التي قد تساعدك:
١. لا تستسلم للأفكار السلبية: عندما تراودك الأفكار المؤلمة، حاولي تحويل انتباهك إلى نشاط آخر مفيد. يمكن أن يكون القراءة، الكتابة، الرياضة، الأعمال المنزلية، أو أي هواية أخرى تفضلينها. اشغل وقت فراغك بما يعود بالنفع عليك وعلى الآخرين.
٢. حافظي على التواصل الاجتماعي: اجتنبي الوحدة قدر المستطاع. كن مستمعًة جيدة وصديقة داعمة لمن حولك ممن يحتاجون لذلك. شاركي في المجتمع المحلي أو المنظمات الخيرية حيث يمكنك مقابلة الناس ذوي التفكير المماثل والتواصل معهم بشكل منتظم.
٣. التوكّل والإيمان بالقضاء والقدر: تذكّري دائمًا أن كل الأمور تحدث بإرادة الله وخطة تؤدي إلى خير عام لنا جميعًا، سواء عرفناه أم لا. قول "اللهم إنّا نقبل قضائك وندعو الله أن يصبر قلبنا" يعد جزءًا مهمًا مما يجب فعله خلال فترة الحداد.
٤. الدعاء والإلحاح فيه: دعائك لوالدك متوافق تمام الانسجام مع تعاليم الدين الإسلامي وهو دليل واضح على إيمانك وصلابتك الروحية. تابعي الدعاء واستخدميه كوسيلة للتواصل مع خالقك أثناء مواجهة تحديات الحياة اليومية.
٥. اطمئني بشأن معتقداتك: ما تمر به ليس مؤشرًا للمنافقة؛ بل هي علامة صادقة للحزن والشوق لشريك حياة فارق العالم. الصبر الحقيقي يتمثل في التحكم في انفعالاتنا والسلوكيات بدلاً من كونها مصدر سيطرتها علينا فقط.
وأخيراً وليس آخراً، تأكدوا بأن الله سوف يكافئ الصابرين بصفحات مشرقة من الفرح والسلام الداخلي والخارجي أيضًا. فالرضا يعني الوصول لحالة تُشعر فيها الشخص بأنه سعيد بغض النظر عن الظروف المحيطة به - وهذه هي أعلى درجات الرحمة الإنسانية والمقدسة وفق رؤية القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.