- صاحب المنشور: أمين بن صالح
ملخص النقاش:
### نظرة شاملة للنضال الإنساني من أجل مستقبل بائن
الحوار الموسّع:
تُطرح فكرة الاستدامة الاقتصادية هنا كمبدأ حيوي وليس فقط كهدف طموح أو خيار شخصي. يُشدد المؤلف الأصلي على ضرورة هذه الخطوة غير الاختيارية لما لها من تأثير مباشر على بقاء النوع البشري والحفاظ على العالم الذي نعرفه. تشمل التحديات التي يدعو إليها تغيرات المناخ المتطرفة، ندرة المياه، والأزمات الاقتصادية المتكررة. ويستدل بأن الاستدامة الاقتصادية ليست مجرد حفظ للتراث الثقافي والثروة الطبيعية للأجيال المقبلة؛ بل هي المفتاح الوحيد للإدارة الصحيحة لكوكب الأرض.
يسلط مشارك آخر وهو أسعد اليحياوي الضوء على منظور شمولي يشمل الصحة العامة، العدالة الاجتماعية، والسلام العالمي. يتم التأكيد بأن الأزمة البيئية الحالية، وعلى رأسها ظاهرة الاحتباس الحراري، تحمل مخاطر كبيرة بالنسبة للفئات الأكثر عرضة للسكان حول العالم. ويتابع حديثه موضحا أهمية النظر في الآثار بعيدة المدى لهذه المشاكل مقارنة بالأرباح القصيرة المدى المحتملة. بالإضافة لذلك، هناك دعوة لتحقيق المزيد من الإنصاف العالمي حيث تتحمل البلدان الأقل إفادة أكبر غالبية المخاطر المرتبطة بتغير المناخ. وبالتالي، تصبح عملية التحول إلى اقتصادات أكثر استدامة واجبة التنفيذ بموجب المسؤولية الأخلاقية ولأجل صحة النظام البيولوجي للأرض ككل.
من جانبه، يواصل حميدة بن القاضي التركيز على نقاط الاتصال بين الاستدامة الاقتصادية والعدالة الاجتماعية الدولية. فهو يستعرض كيف تؤدي القرارات الاقتصادية ذات المصالح الخاصة إلى تحميل المجتمعات الأكثر ضعفاً عبء الأضرار الناجمة عنها بصورة غير متوازنة. ويتم اقتراح إعادة النظر في ترتيب أولوياتنا الاقتصادية لتصبح متسقة مع قيمنا الإنسانية العالمية. وهذا يعني ليس فقط تعديلات داخل الهيكل الاقتصادي الحالي، وإنما أيضا إعادة توزيع المجالات التي تستفيد منها تلك السياسات الجديدة.
وتجادل زكرياء بن بركة بإلحاح بضرورة النظر لصندوق الاستدامة كمكون رئيسي لأي محاولة ترميم محتمل لقضايا العدالة الاجتماعية. فهي ترسم صورة مفصلة لعلاقات السببية المعقدة بين التدهور البيئي والفوارق الاجتماعية، موفرة بذلك حججا قاطعة لدعم وجهة نظر المنادية باتباع طرق جديدة للاقتصاد والإنتاج تعتمد على قواعد عادلة وتوزيع شامل للنتائج الإيجابية.
وفي النهاية، تضيف ريهام بن عمر رؤيتها الخاصة حيث توضح بأن الطريق نحو مجتمع أكثر استدامة يجب أن يجري جنبا إلى جنب مع جهود للقضاء على الفقر وإنهاء جميع اشكال التمييز ضد الأقليات السكانية والدفاع عن حقوق الانسان ذوي الاحتياجات الخاصّة . وهكذا فقط يمكننا تقديم ضمانات للسكان الذين يأتون بعدنا بالحصول علي حياة كريمة وآمنة داخـل بيئة صحية مستقرة ومتنوعة ثقافياً واقتصادياً.
بالجميع، يبدو واضحاً أن نقاش الاستدامة الاقتصادية لا يتعلق فقط بحفظ موارد الطبيعة وانما يدور اساسا حول ادراك جديد لمسؤوليات مشتركة بين مختلف الأمم والشرائح الاجتماعية تجاه رفاهية الاجيال القادمة واحترام الحياة نفسها بكل اوجهها المختلفة.