على الرغم من أهمية توسيع مداركنا ومعرفتنا, إلا أنه يجب مراعاة حدود واضحة عندما يتعلق الأمر بالأخذ من الأفكار والمناهج الأيديولوجية المنحرفة التي قد تؤدي إلى تشويه عقيدة المسلمين. إن ابتكار معتقدات جديدة خارج الإطار الشرعي المستند إلى النصوص الإسلامية الأصلية يعد خطراً محدقاً بإستقرار العقيدة الإسلامية. فضلاً عن ذلك, رعاية والمعاملة الطيبة للأشخاص المعروفين بممارساتهم الدينية الخاطئة يمكن أن يشجع الآخرين على تقليد تلك التصرفات، وهو أمر تنافى تمامًا مع قواعد ديننا الحنيف. وبالتالي, فإن اختيار تعلم العلوم العامة ممن هم مشهورون بتبني أفكار منحرفة يساهم بشكل فعال في إبقاء هذه الرؤى قائمة ومنتشرة.
ومن منظور شرعي عميق، هناك تنوع كبير فيما يتعلق بالسلوك المناسب تجاه طلب العلم منهم بناءً على نوع المواد الدراسية ذات الصلة. فعلى سبيل المثال, اذا طُلب الحصول على معلومات ترتبط ارتباط وثيق بموضوعات متعلقة بالعقيدة والتي تتميز أيضاً بسلوك مبتدع واضح لدى الشخص المصدر لهذه المعلومات -كالاعتقاديات الغريبة مثلاً-, فلا شك أن الامتناع هنا واجب ملزم ولم يتم الترخيص باستثناء حالات خاصة نادرة للغاية حيث تستوفي جميع الشروط الأساسية لطلب المهارة والحاجة الملحة لذلك النوع الخاص من التعليم وعدم وجود أي مصدر آخر مناسب بالإضافة الى تجنب احتمالية التأثير السلبي المحتمل بسبب التواصل مع هؤلاء الأشخاص الذين يعيشون وسط مجموعة كبيرة يحتك بهم يومياً.
أما بالنسبة لتخصصات أخرى كاللغة العربية وفروع الأدب وفروع القانون المدني والديني أيضًا – وهي مجالات غير مرتبطة بصورة مباشرة بإعتقادات خاطئة مشابهة-. فقد تتباعد موازين المصالح ضد المشاكل المرتبطة بالمخالط الاجتماعي لمن يعرفونه بفكرة دينية شاذة مقابل تحقيق المكاسب العلمية العملية عبر الاستعانة بهذا العالم المتخصّص والذي غالب الاحتمالات لن تكون لديه نوايا سيئه عند تقديمه للمادة العلمية المقدمة له. وفي المقابل- وفي حالة عدم توفر أسباب مهمة وجبرية لهذا النوع من التفكير- ربما تكون تفادي التعامل مع أولئك الذين لديهم ميلٌ للإبتداع والتجديد أكبر قدر ممكن هي الحل الأكثر أمانا والأكثر انسجاماً مع روح التشريع الاسلامي الأصيلة. ويتضح أيضا حسب قول أحد علماء الدين الكبار "ابن تيمية"، بأن هنالك حالة خاصه حين تتطلب ضرورة قصوى لاستخدام خبرتهم لكن بشرط عدم وجود بديل آخر قادر علي تقديم نفس مستويات العمليات التدريسية وجودتها وكفاءاتها المختلفة وذلك طبقا لحالة لكل مجتمع وظروف مختلفه وفق رؤيته الخاصة حول مدى جدواه واستحقاقاته المقارنة بحجم الاخطار المترتبه عليها لاحقاً.
وبذلك نقدر جمال وروعة تضمين اجابة مختصة بناءا علی أسئلة طرحت سابقا ضمن موضوعاتexpandafter\footnote\textbf{}التعليم والحوار الثقافي والعلاقة بين مختلف المدارس والفلسفيات داخل المجتمع الواحد }