استيقظت على ألم غريب في بطني، ولأني لا أطرق المستشفيات إلا إذا اقتربت من الموت كفلسفة شخصية. اتجهت إلى البوفية الأولى سألته عن توفر النعناع فقال لا.
اتجهت للأخرى، ووجدت قرب محله ما يشبه الحبق مزروع عند المدخل.
قطفت منه ودخلت ووجدت عامل البوفية يلمع الأرضية بالممسحة وشكله غلط=
سألته عن توفر النعناع فقال: لا! قلت لنفسي على باله أطلب ما ريجوانا وليس نعناعا لتخفيف ألم بطني على هذا الصباح.
المهم قلت له: أنتم زارعين حبق تفضل، وأريته ما قطفت.
قال لي: هذا ريحان!
صعقت لأنني أميز بين الريحان والحبق، كما يميز أبناء جنسي بين القزبرة والبقدونس! اكتشفت لاحقا أن=
لديه مرامية، طلبت ماء مغليا وخلصت المصلحة على قول الإخوة المصريين.
تذكرت عقب هذا الخطأ الغريب في خلطي بين الريحان والحبق، أننا كنا في أفغانستان قبل عقود أيام السوفيت، وكنا جوعى، فاجتهد أحدنا وطبخ لنا بيضا وأراد إضفاء لمسته الإبداعية، فقطف نباتا غريب الشكل على باله إكليل الجبل=
والذي أسمع به ولم أره، وربما أكلناه بالمطاعم.
أضاف النبات للبيض، فتلطخت ملابس عامة من أكل بيضه يومنا كله، وفسدت بنيتنا التحتية، وأصبنا جميعا بلعنة الفراعنة في منطقة نائية من العالم.
وأصبح حالنا يصعب على الرفيق ميخائيل لعنتوف شخصيا.
وهذا يذكرني عندما كنت في ساقة القوم بصيف قائظ=
والبعوض يسوطني والعطش يمزقني، وقربي زير ماء أعب منه كالهيم، لأغفو من التعب وأستيقظ للشرب ثانية وعاشرة وألف. حتى أسفر جدا.
صلينا الفجر، وأكملت شربي من ماء الزير سالم، حتى طلعت الشمس وقمت كبقية خلق الله من مكمني.. فتحت الزير لأشرب منه للمرة الترليون. وهناك التقت أعيننا، كان لديه =