الحج فرض كفاية على كل مسلم قادر جسديًا وماديًا، بغض النظر عن جنسه. هذا يعني أنه إذا حج عدد من المسلمين الذين يقدرون عددهم بعشرة أشخاص مثلاً، فإن الواجب الكفائي سينتهي بالنسبة لبقية المجتمع المسلم. ولكن، عندما يكون الفرد مستطيعا، سواء رجل أو امرأة، يجب عليه أداء فريضة الحج وفق تعاليم الإسلام.
بالنظر إلى حالة الشخص الذي وصل إلى مرحلة الشباب ولم يملك القدرة المالية للحج، فإن الإسلام لا يفرض عليه طلب المال من والديه لهذا الغرض. بل إنه حرٌ تمام الحرية في قبول المال من والديه إذا ما عرضوه عليه، دون اعتباره هبة أو مكافأة. كما يمكن للأبوين تقديم مساعدتهم لأطفالهم لتحمل تكلفة الحج إذا كانوا يرغبون بذلك.
أما فيما يتعلق بتوكيل شخص آخر لأداء الحج نيابة عن الآخرين، فهي جائزة فقط لمن يعجزون جسديًا عن القيام بالحج بسبب عوامل مثل العمر المتقدم أو المرض الخطير الذي لن يتم شفاءه. وبالتالي، يمكن للمسلمين المؤهلين ماديا توكيل شخص لديه لتولي مراسم الحج نيابة عنهم. ومع ذلك، فإن الأشخاص القادرين بدنيا ولكن ليس لديهم الأموال اللازمة للحج، أو السيدات اللاتي يمتلكن الثروة والقوة الجسدية للحج، ولكن ليس لديهن محرم معهن، لا يجيز لهم القانون الإسلامي الوكالة لأن الحج لم يقع عليهم أساسا في تلك الحالة.
وفي النهاية، يجب التنويه إلى أهمية استشارة علماء الدين المحترمين للتوجيه الدقيق حول أي مسائل تتعلق بالعبادات الإسلامية.