- صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
ملخص النقاش:مع تطور التكنولوجيا بسرعة غير مسبوقة، أصبح الذكاء الاصطناعي (AI) جزءاً لا يتجزأ من العديد من الصناعات، ومنها قطاع الرعاية الصحية. رغم الفوائد العديدة التي يقدمها AI مثل تحسين الدقة والإنتاجية وتوفير الوقت والجهد، إلا أنه يثير أيضاً مجموعة معقدة ومتشابكة من القضايا الأخلاقية. هذه الأسئلة الأخلاقية تتراوح بين الخصوصية والشفافية حتى الاستقلالية والقيم الإنسانية.
خصوصية البيانات والأخلاق الشخصية:
يعتمد الذكاء الاصطناعي في الطب غالبًا على بيانات المرضى - وهو أمر حساس للغاية. هناك مخاوف بشأن كيفية جمع هذه البيانات واستخدامها وكيف يمكن الحفاظ عليها آمنة ومحمية من الاختراق أو سوء الاستخدام. بالإضافة إلى ذلك، فإن القرارات الطبية تعتمد بشكل متزايد على خوارزميات التعلم الآلي التي قد تكون شفافة بدرجة أقل بكثير مما يرغب البعض في حالته. هذا الغموض حول العمليات الداخلية للخوارزميات يمكن أن يؤثر على الثقة والموافقة المستنيرة للمريض.
المسؤولية والأخطاء المحتملة:
في حين يمكن لـ AI تقليل الأخطاء البشرية، فإنه ليس محصنا ضدها أيضًا. عندما تفشل الروبوتات الطبية أو تخفق، ينشأ سؤال مهم آخر: من المسئول؟ هل هو مطور البرنامج أم الطبيب المستخدم له أم كلا منهما؟ وهذا يفتح الباب أمام نقاش عميق حول حدود مسؤولية الإنسان مقابل الآلة.
العدل والتفاوت الاجتماعي :
كما يتمتع الذكاء الاصطناعي بإمكانات هائلة لتحقيق تكافؤ الفرص داخل النظام الصحي العالمي؛ حيث يستطيع الوصول المبكر والعلاج الشخصي لكل فرد بغض النظر عن الموقع الجغرافي والثروة المالية. لكن هناك خطر حقيقي بأن تساهم خوارزميات تعلم الآلة المتطورة في تعزيز عدم المساواة الاجتماعية إذا لم يتم تصحيح التحيزات التاريخية المضمنة ضمن قواعد بيانات التدريب الخاصة بها.
هذه مجرد بعض الأمثلة عن التحديات المعقدة المرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية والتي تستوجب دراسة متأنية وقرارات مدروسة للحفاظ على أعلى مستويات الاحترام للأعراف الثقافية وأفضل الممارسات الأخلاقية.