• صاحب المنشور: نور الدين البكاي
  
  ملخص النقاش:
  لقد أصبح الذكاء الاصطناعي (AI) جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، حيث يظهر تأثيره الواضح في مختلف القطاعات. وفي حين توفر تقنيات الذكاء الاصطناعي قدرات كبيرة للبشرية، فإن لها أيضًا آثار عميقة على سوق العمل العالمي. من ناحية، يمكن لهذه التقنيات خلق وظائف ومجالات عمل جديدة تستغل بالكامل القدرات التحليلية والمتعلمة ذاتيا للحواسيب الآلية. ومن جهة أخرى، هناك مخاوف بشأن فقدان الوظائف بسبب الأتمتة، خاصة تلك التي تتطلب مهارات قليلة ويمكن استبدالها بوتيرة متزايدة بواسطة الروبوتات والبرامج التعلميّة العميقة.

الفرص الجديدة:

1. تعزيز الإنتاجية: يُساعد الذكاء الاصطناعي الشركات والمؤسسات على زيادة كفاءتها وإنتاجيتها من خلال أتمتة المهام المتكررة والروتينية، مما يسمح للموظفين البشر التركيز أكثر على الأعمال الأكثر تعقيداً والإبداعاً التي تحتاج إلى ذكاء بشري عالي المستوى. هذا يساعد أيضاً في خفض الأخطاء والتكاليف المرتبطة بإدارة العمليات اليدوية.

1. إدخال تخصصات جديدة: أدى تطور الذكاء الاصطناعي إلى ظهور مجالات عمل لم تكن موجودة سابقاً مثل مهندسو تعلم الآلة، مصممو نماذج التعلم العميق، محللون بيانات مع خبرة AI وغير ذلك الكثير. هذه المجالات بحاجة لخبراء يتمتعون بمزيج فريد من المهارات التقنية الناعمة والعلم الرياضياتي والحوسبة المعرفية. كما أن الطلب عليها مرتفع ويستمر في الازدياد بسرعة.

1. تحسين الخدمات الشخصية: يستطيع الذكاء الاصطناعي تقديم خدمات شخصية للغاية بناءً على البيانات الشخصية لكل فرد. وهذا ينطبق سواء كان الأمر يتعلق بتوصيات المنتجات عبر الإنترنت أو المساعدة الطبية المخصصة بناءً على التاريخ الصحي الشخصي للمريض. وهذا يخلق طلباً جديداً لوظائف داخل مجال الرعاية الصحية والصناعة التجارية تعتمد أساسا على فهم احتياجات الفرد وتقديم حلول ملائمة لذلك الفرد تحديدا.

1. الابتكار والتغيير الاقتصادي: يشجع الذكاء الاصطناعي الابتكارات الجديدة عبر العديد من الصناعات. بدءا باستخدام الروبوتات في التصنيع وانتهاء بالممارسة القانونية المدعومة ببرمجيات تحليل اللغة الطبيعية - كلها أمثلة تشير نحو تغيير اقتصادي كبير سيخلق بالتأكيد عدد غير محدد حتى الآن من أنواع الوظائف القديمة والنابضة بالحياة والتي ستكون قابلة للتكيف مع بيئة عالمٍ مليئٌ بالأجهزة القادرة علي اتخاذ قراراتها بنفسها .

التحديات المستقبلية:

على الرغم من التأثيرات الإيجابية المحتملة، إلا أنه يوجد أيضا جوانب سلبية محتملة لاستخدام الذكاء الاصطناعي فيما يتعلق بالتوظيف:

1. فقدان الوظائف: إن قدرة الذكاء الاصطناعي على أتمتة المهام البسيطة يؤثر بشكل مباشر على بعض الوظائف الحالية وقد يؤدي لفقدانها تمامًا إذا لم تتم إعادة تدريب الأشخاص الذين يقومون بها حاليًا لمهن مختلفة تتوافق أكثر مع مهاراتهم ومتطلبات السوق الجديد المُزدهِرُ بأعمالٍ تطورتْ لتدعم وجود روبوتات قادرة علی القيام بعمل سابقًا قام به البشر!

1. اختلال توازن القوى العاملة: قد تؤدي الزيادة الكبيرة في انتشار استخدام التكنولوجيا المحورة للأذكياء (الأتمتة بأنواعها المختلفة ) الي تغييرات جذرية وقسرية في هيكل قوى عاملة كاملة –حيث لن تكون جميع التدخلات ضرورية مطلوب منها ان تصبح ماهره فى حالة "