في الإسلام، هناك أحكام محددة تتعلق بإجراءات الإحرام التي يجب اتباعها عند أداء مناسك الحج أو العمرة. أحد هذه الأحكام هو منع المرأة المحرمة من ارتداء النقاب أو القفازات أثناء فترة إحرامها. ولكن، هل يعني هذا أنها يجب أن تكشف وجهها؟
الحقيقة هي: إن المنع من ارتداء النقاب والقفازات ليس دعوة لكشف الوجه أو الكفين. في الواقع، تشدد الفتوى على أهمية تغطية الوجه والكفين بطرق أخرى غير النقاب والقفازات المفصولتين والمقصوصتين خصيصاً لهذين الغرضين.
تفسيرات الفقهاء:
يقول علماء الدين مثل ابن القيم وابن باز وعبد الرحمن بن ناصر البراك وغيرهم إنه لا يجوز للمرأة ارتداء ملابس مصممة خصيصًا لتغطية وجهها أو يديها تمامًا، لكن يمكنها تغطية وجهها وكفيها باستخدام أنواع أخرى من الملابس غير المقسمة إلى قطع صغيرة ومفصلة. وبالتالي، فإن الخيار الأمثل هو استخدام قطعة واسعة من الثوب لتغليف الوجه والحفاظ على الخصوصية اللازمة دون انتهاك حكم الشرع.
يؤكد العلماء أيضًا أنه بينما لا يوجد دليل واضح على الأمر بكشف الوجه بشكل عام، إلا أنه بالتأكيد ليس واجبًا أن يتم كشفه طوال الوقت أمام الجميع. ويمكن للسيدة اختيار طريقة تغطية مناسبة حسب الظروف وحضور الرجال الأجانب. فعندما يكون الانفراد ممكنًا، ليست هنالك حاجة متواصلة للتغطية؛ أما عندما تخاف المرأة التعرض لرؤية أشخاص غرباء عنها وهو أمر طبيعي فقد تصبح الحاجة أقوى لسحب غطاء الرأس فوق وجهها لحين مرور تلك اللحظات المؤقتة فقط.
خلاصة القول:
يجب فهم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بشأن عدم ارتداء النقاب والقفازات ضمن السياق العام الذي يدور حول منع اللباس المصمم خصيصًا لهذا الجزء المحدد من الجسم. لذلك، بغض النظر عن كون الشخص رجلاً أو امرأة، فإن الشيء المهم هنا هو التأكد من وجود سترة مناسبة لجسد المرء بما يعكس الاحترام والتقديس لهذه المناسبة الروحية دون مخالفة تعليمات الله عز وجل ودينه الحنيف.