على الرغم من تواضع النبي محمد صلى الله عليه وسلم وتجنبه العظمة الزائدة، فقد هناك حالات معينة حيث جلس على كرسي لتلبية حاجات عملية. وفقاً للسنة النبوية، لم يكن جلوس النبي على الكرسي أمراً متكرراً، ولكنه حدث عندما كانت هناك ضرورة لإلقاء خطبة عامة، أو تعليم مجموعة كبيرة من الناس بشكل أفضل.
روى الإمام مسلم في صحيحه أن الصحابي أبو رفاعة وصف مشهداً حيث ترك الرسول صلى الله عليه وسلم خطبته ليستمع إليه وقعد عليه كرسياً حتى يستطيع التعليم بشكل أفضل. وفي مناسبات أخرى، لجأ صحابة الرسول مثل علي رضي الله عنه وعبد الخيّر -كما جاء في الأحاديث الأخرى- إلى استخدام الكراسي أثناء الخطابات العامة.
من المهم التأكيد على أن هذه الاستثناءات لا تشمل حياة الرسول اليومية المعتادة. فقد كان يغلب عليه الجلوس على الأرض أو على أنواع مختلفة من الأمجاد حسب الظروف المتاحة. ولكن عند الحاجة، كان الكرسي وسيلة مناسبة لتحقيق التواصل الفعال بين الرسول ومعتنيه.
في الختام، ليس هناك ما يدعو للتشدد ضد استخدام الكراسي طالما أنها تستخدم لأهداف مشروعة وضرورية ولا تتضمن أي شكل من أشكال التعالي أو الترفع. إن هدى النبي محمد صلى الله عليه وسلم في هذا الموضوع يعلمنا أهمية المرونة والتكيف بما يناسب الظروف المختلفة دون المساس بمبادئ التواضع والإنسانية.