بهذا الأثر عرفت العرب "الفالوذ"، أو ما يعرف بالفالوذج، والأولى أصحّ لغويًّا، واستقبحت العرب إضافة الجيم في تعريبها، ومن خَبِرَ العربية القُحّة بدا له نَشاز في مكروههم واستقباحهم إضافتها. https://t.co/clAme5lII8
وجاء في اللِّسان(باختصار): "والفولاذ والفالوذ: الذُّكَرة من الحديد تزاد في الحديد. والفالوذ من الحلواء: هو الذي يؤكل، يسوّى من لُبّ الحنطة، فارسيٌّ معرّب.
وقال الجوهري: الفالوذ والفالوذق (بالقاف) مُعرّبان. وقال يعقوب: ولا يقال الفالوذج.
#الفالوذج
وعندي: أن أصل اللفظ(فالوذ) عربي بأصلِه معرَّبٌ بنقلِه، وفيه تفصيل وتخريح:
- أن في لغة فارس نصيب من جذور العربية قبل خروج وارتحال قبائل العرب من الجزيرة لذلك الصِّقع بعد الإسلام مع أفواج الفتوحات.
- وهو التخريج الأقرب للصواب، أن اللفظ جاء على سبيل التمثيل عند الأكل مترجمًا.
وممّا يعضد القول السابق: الهرج الحاصل في المعاجم الوثيقة والأولى في ضبط اللفظ وتعريفه لفظًا لا معنًى. وكثير من المُعرَّبات لا تثير مثل هذا الإشكال في تعريب لفظها، فانظُر.
وأما من ناحية المعنى: فالفالوذ وَرَد للعرب بعهد ابن جدعان القرشيّ ومع أرتال تجارته، وعرفته العرب توثيقًا(ليس على سبيل القطعيّة فموانئ العرب أكثر تأثرًا بالمثاقفة من دواخلها)، ولم تستسيغه لما تقدّم من أسباب سبَقت، وقد قُدِّم للنبيﷺ لاحقًا ولم يأكله، وكذا فعل بعض الصحابة.