• صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
  
  ملخص النقاش:
  ### تعدد وجهات النظر حول دور المنصات الرقمية في تعزيز حرية التعبير: دراسة نقدية

لقد أدى ظهور المنصات الرقمية إلى تغيير جذري في الطريقة التي يتفاعل بها الناس مع المعلومات والآراء المختلفة. هذه المنصات، مثل وسائل التواصل الاجتماعي والمدونات والمواقع الإخبارية الإلكترونية، توفر مساحة واسعة للناس للتواصل ومشاركة أفكارهم وتبادل الآراء بحرية أكبر مما كان متاحًا في الماضي. هذا يمكن اعتباره أحد أهم العوامل في تعزيز حرية التعبير؛ حيث أصبح بإمكان الأفراد الوصول إلى جمهور عالمي والتأثير فيه، بغض النظر عن حدود الجغرافيا أو التحيز الإعلامي التقليدي.

من ناحية أخرى، تنظر بعض الأطراف الأخرى بعين الريبة لهذه الحالة الجديدة لحرية التعبير بسبب مخاوف بشأن جودة المحتوى المنتشر عبر الإنترنت وقابلية تحريف الحقائق وانتشار الشائعات. قد يؤدي عدم وجود رقابة فعالة على محتوى الشبكة العنكبوتية إلى انتشار معلومات خاطئة وضارة، وهو الأمر الذي يهدد الثقة العامة بالمعلومات المتداولة ويؤثر سلباً على المناقشات السياسية والثقافية الحيوية. بالإضافة إلى ذلك، هناك مشاكل مرتبطة بحماية الخصوصية والأمان الشخصي للمستخدمين الذين غالبا ما يُطلب منهم تقديم بيانات شخصية للحصول على خدمات معينة.

ومن منظور اقتصادي وثقافي أيضًا، أثرت المنصات الرقمية بشكل كبير على الصحافة التقليدية والإعلام المرئي والعلاقات بين الناشرين والقارئ/ المشاهد. فقد سهلت شبكات التواصل الاجتماعية توزيع الأخبار بسرعة كبيرة ولكنها قللت أيضا من إيراداتها المالية نظرًا لانخفاض الاعتماد المطلق على المواقع الرسمية للإعلانات التجارية. وفي المقابل، حققت شركات المحركات البحث العملاقة وشركات التواصل الاجتماعي نموا هائلا نتيجة لاستغلال البيانات الكبيرة الخاصة بالزوار والاستفادة منها لأغراض تسويقية مباشرة وغير مباشرة.

وفي حين يتمتع مستخدمو الإنترنت الآن بمستوى غير مسبوق من الحرية الفردية لعرض آرائهم واستهلاك المعلومات بأشكال مختلفة ومتنوعة، إلا أنه ينبغي مواجهة تحديات ضمان مصداقية تلك المساحة الرقمية وحماية حقوق كل فرد ضمنها دون محاباة أي فكر معين فوق الآخر. لذلك فإن النقاش الدائر حاليا حول تأثير المنصات الرقمية في دعم حرية التعبير يستحق مزيدًا من الدراسة والنظر من مختلف المؤثرات الاقتصادية والثقافية والقانونية.

وسوم HTML المستخدمة: