إذا صلى المسلم في جماعة مع شخص مكشوف العورة، فإن حكم صلاته يعتمد على عدة عوامل. أولاً، إذا كان الشخص المكشوف العورة هو أحد المأمومين، فإن صحة صلاته أو بطلانها لا تؤثر على صلاة الإمام أو المأمومين الآخرين.
أما إذا كان الإمام هو الذي صلى وعورته مكشوفة، فإن حكم صلاته يعتمد على طبيعة الانكشاف. إذا كان الانكشاف يسيراً، مثلما يحدث عرضياً أثناء السجود، فإن صلاة الإمام تصح ويمكن الاقتداء به. ولكن إذا كان الانكشاف فاحشاً، بطريقة تبطل صلاة الإمام، وعلم المأموم بذلك، فلا يجوز الاقتداء بالإمام وينوي المأموم الانفراد عنه.
يجب ملاحظة أن ستر العورة شرط لصحة الصلاة، وفقاً لجمهور أهل العلم. إذا كشف الشخص عورته عمداً، فإن صلاته تبطل، سواء كان الانكشاف قليلاً أو كثيراً، طال الزمن أو قصر. أما إذا كان الانكشاف غير عمد، وكان يسيراً، فإن الصلاة لا تبطل. وفي حالة الانكشاف غير العمد والفاحش ولكن الزمن قليل، مثلما يحدث بسبب الريح أثناء الركوع، فإن الصلاة لا تبطل إذا تم ستر العورة بسرعة.
وفي حالة الانكشاف غير العمد والفاحش وطال الزمن، مثلما يحدث إذا لم يعلم الشخص بوجود عورته مكشوفة إلا في آخر صلاته، فإن صلاته تبطل؛ لأن ستر العورة شرط من شروط الصلاة.
في النهاية، يجب التأكد من أن ستر العورة شرط لصحة الصلاة، وأن أي انكشاف عمدي للعورة يبطل الصلاة.