- صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
ملخص النقاش:
في الإسلام، التسامح الديني يعد مبدأ أساسيًا يرتكز على فكرة "لا إكراه في الدين". هذا المبدأ ينبع من الآية القرآنية الكريمة التي تقول "لكم دينكم ولي دين" (الكهف:29). يعكس هذا البيان احترام الإسلام لحرية الاعتقاد ويؤكد أهمية التعامل مع الآخرين بكل رحمة واحترام.
يسلط الإسلام الضوء أيضًا على قيمة العيش المشترك بين مختلف الجماعات الدينية والثقافية. يحث النبي محمد صلى الله عليه وسلم المسلمين على التعاون مع غير المسلمين في أعمال الخير والصالح العام، حيث قال: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره." كما يشجع الاسلام على تعزيز السلام والاستقرار الاجتماعي عبر الحوار البناء والتسوية الودية للنزاعات.
بالإضافة إلى ذلك، يُعتبر زيارة الأقوام الأخرى والدعوة لهم بالحكمة والموعظة الحسنة جزءاً أساسياً من المسؤوليات الدينية للمسلمين. يقول الله تعالى في القرآن الكريم: "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن." هذه التعليمات تدعم الفهم بأن الدعوة للإسلام لا ينبغي أبداً أن تتم بطريقة تحرض أو تفرض اعتناق العقيدة الجديدة بالقوة.
القيم الإسلامية للأخلاق الحميدة مثل الأمانة والكرم والشجاعة ليست مقتصرة فقط على المجتمع المسلم ولكنها تشكل جزءا مهماً من القواعد الأخلاقية العامة التي يمكن لكل البشر اتباعها بغض النظر عن ديانتهم. بالتالي فإن نشر هذه القيم يساهم في بناء مجتمع أكثر تسامحا وتعاونا.
وفي النهاية، يعزز الإسلام فكرة الوحدة الإنسانية، مؤكدًا أن جميع الناس هم خلق واحد وخلقوا من نفس واحدة. لذلك يدعو إلى نبذ العنصرية وتعزيز الاحترام المتبادل والحفاظ على حقوق الإنسان الأساسية لأجل تحقيق عالم يتسم بالتسامح والعيش المشترك بسلم وأمان.