- صاحب المنشور: نصوح الحدادي
ملخص النقاش:
تواجه الدول العربية تحديات كبيرة بسبب تأثيرات تغير المناخ على قطاع الزراعة الحيوي. هذه التأثيرات تتضمن زيادة الحرارة والجفاف والفيضانات المتكررة، كلها عوامل تهدد الإنتاجية الزراعية وتؤدي إلى انعدام الأمن الغذائي. هذا الوضع يتطلب استجابة عاجلة ومتكاملة لتحقيق الاستدامة في القطاع الزراعي.
الأثر الواضح لتغير المناخ على الزراعة العربية:
- زيادة درجات الحرارة: تؤثر ارتفاع درجات الحرارة على نمو المحاصيل، حيث تسبب حروقاً للنباتات وتقلل إنتاجيتها. كما أنها تعجل بالتبخر مما يزيد من الاحتياج للمياه. بحسب تقرير "الاستراتيجية الوطنية لمكافحة التصحر" الصادر عام 2017, قد ترتفع درجات الحرارة بمعدلات مختلفة بين مناطق مختلفة من العالم العربي.
- الجفاف وفقدان التربة الفعالة: الجفاف الذي يزداد تواترًا وشدة مع تغير المناخ يمكن أن يؤدي إلى خسائر فادحة في المحاصيل. بالإضافة لذلك, يعمل فقدان الغطاء النباتي نتيجة للرعي غير المنظم والتدهور البيئي على زيادة جفاف الأرض. دراسة نشرتها مجلة "Nature Geoscience" تشير إلى أنه منذ ستينيات القرن الماضي, تعرضت المنطقة العربية لـ44 حدثاً جفافياً رئيسياً أدت إلى تراجع كبير في خصوبة التربة.
- التغييرات الموسمية والأحداث القاسية: الفيضانات والعواصف الشديدة التي تصاحب تغيرات الطقس تحدث بشكل أكثر تكرارا الآن مقارنة بالأمس. هذه الأحداث قد تدمر البنية الأساسية الزراعية وتضر بالنباتات مباشرة. وفقا لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو), زادت حدوث الكوارث الطبيعية المرتبطة بالمناخ بنسبة 34% خلال العشرين سنة الأخيرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
الحلول المقترحة لاستدامة الزراعة العربية:
- تنمية الزراعة المستدامة: ينبغي التركيز على تطوير تقنيات وأساليب زراعية جديدة قادرة على مقاومة الظروف المناخية الجديدة. هذه التقنيات تشمل الزراعة بدون حرث، الري الذكي، استخدام أصناف متينة ضد الحرارة والجفاف.
- إدارة المياه بكفاءة: بناء شبكات ري فعالة واستخدام تكنولوجيا الحديثة مثل نظام الرش الدقيق يمكن أن يساعد في تقليل هدر المياه وتعزيز كفاءتها. كذلك، إعادة النظر في سياسات المياه الوطنية لإعطاء الأولوية للاستخدام الزراعي الأكثر أهمية.
- بناء القدرة على الصمود: يشجع إنشاء صندوق عربي للتكيف مع تغير المناخ على تبادل الخبرات والمعرفة بين البلدان العربية حول كيفية التعامل مع آثار المناخ. بالإضافة لهذا, التدريب المهني والمشاركة المجتمعية مهمتان لدعم الأفراد والشركات الصغيرة في تطوير صمودهم أمام الأزمات.
- تعزيز البحث العلمي والإرشاد: دعم البرامج الأكاديمية والبحثية المكرسة لفهم أفضل لكيفية تأثير تغير المناخ على الزراعة محلياً. أيضا، تقديم خدمات إرش