دعاء الاستفتاح: حكم جمع الدعوات المختلفة ومتى يمكن الاختيار بينها

فيما يتعلق بدعاء الاستفتاح أثناء الصلاة، فإن الأحاديث النبوية تشير إلى اقتصار المصلي على دعاء واحد منها حسب العلماء الأكبرين. فعلى سبيل المثال، روى ال

فيما يتعلق بدعاء الاستفتاح أثناء الصلاة، فإن الأحاديث النبوية تشير إلى اقتصار المصلي على دعاء واحد منها حسب العلماء الأكبرين. فعلى سبيل المثال، روى الإمام أبو هريرة رضى الله عنه أنه "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسكت بين التكبير والقراءة سكينة، فسألته أباه وأمه يا رسول الله: إسكاتكم بين التكبير والقراءة ماذا تقول؟ فقال: أصلي قول: "اللهم باعد بيني وبين خطاياي"، إلخ". وهذا يدل على أن الرسول الكريم كان يقصر دعاء الاستفتاح على دعوة واحدة فقط.

وقد ذهب بعض الفقهاء إلى أنه يجوز للمصلي أن يجمع بين أنواع مختلفة من دعاء الاستفتاح خلال نفس الصلاة بناءً على رأي أبي يوسف صاحب الإمام أبي حنيفة وكذلك مجموعة من الشافعية مثل القاضي أبي حامد والمروذي وابن وهبيرة من علماء الإمام أحمد. ومع ذلك، يرى آخرون -مثل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله- أنه لا مشروعية لتلك الممارسة نظرا لاحتمالات عدم اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم والتي توجب التنويع وعدم التركيز على نمط ثابت للاستفتاح.

ومن الجدير بالذكر أيضا رأي شيخ الإسلام حيث أكد بأنه رغم وجود مساحة للتغير والتغيير في اختيار انواع مختلفه لدعاء الاستفتاح خلال اليوم نفسه, الا انه يجب الالتزام بنمط واحدا معينا عند اداء كل فرض لصلاة الفريضة نفسها حتى لا ترتكب محظورات شرعية محتملة نتيجة الجمع بين تلك الادعية المختلفه بشكل عام في نفس الفرض.

وفي النهاية, يبقى الاحتياط واتباع النصوص المنفردة كالسبيل الأمثل للحفاظ علي الطاهرية الروحية والصحيحة العملية لأداء المسلمين لأفعالهم العبادية بإمتثال صحيح لقواعد الدين الاسلامي المرنة والمعروفة بسعة وسعه وارحميتها الخاصة بتيسيرعباده الأعظم جل وعلا لعبيده المؤمنين .


الفقيه أبو محمد

17997 בלוג פוסטים

הערות